الحرب الروسية الاوكرانية يجعل وجود الاسطول التجاري المصري “امر استراتيجى ” فى مواجهة الازمات
كبرى شركات الملاحة وغيرها علقت أو أوقفت عملياتها في روسيا بسبب تدخلها العسكري في أوكرانيا
بقلم الربان :احمد حمدى السمرى
القت الحرب الروسية الاوكرانية بظلالها على حركة التجارة العالمية وارتدادتها على سلاسل الامداد فى العالم والتى شهدت اضطرابا بعد تعافيها من الحالة التى عاشتها على اثر كوفيد19 كبرى شركات الملاحة وغيرها علقت أو أوقفت عملياتها في روسيا بسبب تدخلها العسكري في أوكرانيا
أوقفت شركة ” فقد اوقفت اكبر شركات الخطوط الملاحية فى العالم عملياتها اللوجيستية داخل روسيا ومنها شركة ميرسك العالمية التى اغلقت مكاتبها بالمدن الروسية على خلفية العقوبات وهى أكبر شركة في العالم لتوصيل الحاويات.
ايضا أوقفت شركة “ام اس سى “، عملاق الحاويات، جميع عمليات تسليم الحمولات في روسيا، باستثناء الإغاثة الإنسانية والإمدادات الطبية وغيرها من خطوط الملاحة العالمية وهو مايفرض وجود سيناريوهات عديدة لدينا لمواجهة اى ازمات عالمية نحن جزء منها .
فمما لاشك فيه أن الأسطول التجاري البحري سواء المملوك لأشخاص محليين او المسجل تحت العلم الوطني يمثل أهمية كبرى ودعامة رئيسية من دعامات الاقتصاد الوطني وخصوصا بعد الاحداث الجارية في العالم حاليا ، فقط بعض الدول التي تدرك هذه الأهمية للأسطول التجاري البحري وتاثيره المباشر على تحقيق التنمية الاقتصادية للدولة.
ان القرارات الأخيرة التي اتخدتها شركات الشحن العالمية مثل شركة ميرسك و ام اس سى والتى قررت تعليق الحجوزات للبضائع المتجهة من وإلى روسيا ، وذلك بعد العقوبات التي فرضتها العديد من الدول الأوربية واليابان والولايات المتحدة على روسيا جراء الأزمة الراهنة، يجب ان تدق ناقوس الخطر للدول التي لا تمتلك اساطيل وطنية او تمتلك اساطيل محدودة فتعريف التجارة الحرة لم يعد مطبق على ارض الواقع في ظل الحروب الاقتصادية التي تشنها الدول بحق دولة أخرى من اجل فرض سياسة او رأى معين.
فروسيا على الى الرغم من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها شركات الشحن العالمية الا انها تمتلك اسطول وطنى يقدر عدده ب 1464 سفينة باجمالى حمولة وزنية 23 867 320 طن في المرتبة 21 عالميا (اونكتاد،2021) وهذا الاسطول قادر على ان يغطى جانب كبير من احتياجاتهم. لذا يتعين على الدول ان تدرك الان وليس لاحقا أهمية الاسطول الوطني واهمية المحافظة عليه ووضع استراتيجية وطنية لتطويره ورفع كفاءته بما يتناسب مع التحديات التي قد تواجهها الدول مستقبلا.
غير ان أسطول البحر الأسود الروسي يضم غواصات الديزل الكهربائية (تعمل بالطاقة الكهربائية بالإضافة للديزل)، وسفنا قادرة على العمل في البحار البعيدة والقريبة، وطائرات حاملة للصواريخ، وأخرى مخصصة لمكافحة الغواصات ومقاتلات، إضافة إلى وحدات خفر السواحل.
ومن المهام الرئيسية لأسطول البحر الأسود، في الوقت الحاضر، حماية المنطقة الاقتصادية ومناطق الأعمال الصناعية، ، وتنفيذ الحملات الخارجية الحكومية في المناطق الاقتصادية المهمة في المحيطات
فلابد ان تمتلك الدولة اسطول قادر على نقل مالايقل عن 50 % من تجارتها الخارجية، فامتلاك أسطول تجارى بحرى وطنى حديث يعد أحد مظاهر السيادة الوطنية السياسية والاقتصادية، كما يعد دعامة استراتيجية فى أوقات الحروب والأزمات لتوفير احتياجات الدولة من المستلزمات والمواد الاستراتيجية ولنقل المعدات العسكرية والحيوية،
فالأسطول التجارى البحرى الوطنى يعتبر بالنسبة لأى دولة بمثابة الركيزة الأساسية لتجارتها الخارجية، إذ لا يمكن افتراض وجود تجارة خارجية رائجة بدون أسطول تجارى بحرى متقدم يقوم بنقل التجارة الخارجية لهذه الدولة من وإلى شركائها التجاريين، وعليه تهتم دول العالم النامية والمتقدمة على السواء بأن يكون لها أسطول تجارى يضمن تلبية الحاجة المتزايدة لتنمية التجارة الخارجية ودفع صادراتها إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، وضمان تدفق وارداتها فى التوقيتات وبالتكلفة المناسبة،
فالنقل البحرى ما زال وسيظل أرخص وسائل النقل بالمقارنة بوسائل النقل الأخرى، إذ يحقق اقتصاديات الحجم الكبير والوفورات الخارجية الاقتصادية والفنية للتجارة الدولية (النحراوى، 2022).
لذا لابد من تعمل الدول رفع كفاءة الأسطول الحالي المملوك لديها وشراء أو استئجار سفن جديدة تتناسب مع احتياجات تجارتها الخارجي.