قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا تسعى لأن تبدأ في يونيو المقبل بناء أول جسر فوق قناة ضخمة مزمع تشييدها بالقرب من اسطنبول للربط بين البحرين الأسود ومرمرة.
وصرح أردوغان للصحفيين في اسطنبول، بأن وزيري التوسع الحضري والنقل يعكفان على إيجاد شركة لتكون مسؤولة عن تشييد الجسر.
وأضاف الرئيس التركي أن مشروع القناة قد يتم تمويله محليا بالكامل أو عبر قروض خارجية.
ومن المقرر أن يربط مشروع القناة، الذي يواجه معارضة سياسية قوية، بين البحر الأسود شمالا وبحر مرمرة جنوبا، وسيحول نصف اسطنبول الغربي إلى جزيرة.
أكاديمي ومحلل سياسي روسي للعربية.نت: موسكو تخشى أن تمنح قناة اسطنبول المائية ولو نظرياً، الحق لأنقرة بالانسحاب من اتفاقية مونترو الدولية
ومن جانب اخر يبدو أن الخلافات حول مشروع “قناة اسطنبول” المائية التي يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه عازم على إنشائها لن تقتصر فقط على أطرافٍ محلّية داخل تركيا، إذ كشفت روسيا رسمياً قبل أيام، عن موقفها من هذا المشروع الضخم الذي ترفضه المعارضة التركية بسبب أضراره البيئية وأيضاً لجهة تكلفته المالية الباهظة.
وقال أكاديمي ومحلل سياسي روسي إن “موسكو تخشى من أن تمنح قناة اسطنبول المائية ولو نظرياً، الحق لأنقرة بالانسحاب من اتفاقية مونترو الدولية”، وهي التي تنظم حركة الملاحة البحرية عبر مضيقي البوسفور والدردنيل وكذلك في البحر الأسود.
انسحاب أنقرة من هذه المعاهدة الدولية قد يؤدي إلى تسريع دخول أوكرانيا وجورجيا إلى حلف الناتو وفي هذه الحالة سيتحول البحر الأسود لمجرّد بحيرة تابعة لحلف الناتو، وهو ما ترفضه موسكو
وأضاف المحلل السياسي إكبال درة لـ”العربية.نت”: “إن قضية المنافذ البحرية عبر التاريخ كانت سبباً لنشوب صراعاتٍ طويلة بين موسكو وأنقرة، لكن بفضل اتفاقية مونترو لم يدخل الجانبان في عملياتٍ قتالية منذ نحو 100 عام”.
وتابع أن “القلق الروسي من قناة اسطنبول الجديدة يكمن في أن هذا المشروع قد يساهم في منح أنقرة الفرصة للانسحاب من اتفاقية مونترو ولو على المدى البعيد”، مشدداً على أن “موسكو تتمسّك بهذه الاتفاقية لكونها تحدّ من وجود قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في البحر الأسود”.
وأشار المحلل السياسي إلى أن “أنقرة ملتزمة حتى الآن بشروط اتفاقية مونترو، لكن انسحابها من هذه المعاهدة الدولية قد يؤدي إلى تسريع دخول أوكرانيا وجورجيا إلى حلف الناتو”، مضيفاً أنه “في هذه الحالة سيتحول البحر الأسود لمجرّد بحيرة تابعة لحلف الناتو، وهو ما ترفضه موسكو وتعتبره أمراً غير مقبول”.
كما شدد على أن “المحادثات الروسية ـ التركية حول قناة اسطنبول تزامنت أيضاً مع خلافٍ حادّ بين روسيا وأوكرانيا التي تحظى بدعمٍ تركي، وهذا ما يزيد من قلق موسكو”.
وكان الكرملين قد أكد يوم الجمعة الماضي، في بيان “ضرورة الحفاظ على النظام القائم لمضيق البحر الأسود وفقاً لبنود اتفاقية مونترو لعام 1936 لضمان الاستقرار والأمن الإقليميين”، وذلك في معرض تعليقه على خطة أنقرة في شق “قناة اسطنبول” المائية التي سيضع الرئيس التركي حجر أساسها في الصيف المقبل.
المصدر: رويترز + العربية نت