لم تقتصر سيطرة حركة طالبان على مقاليد السياسة والحكم في أفغانستان، بل امتدت إلى الاستيلاء حتى على أماكن الترفيه في البلد المضطرب.
وكشفت صور حديثة نشرتها ( سكاى نيوز ) على موقعها الاخبارى ارتياد مسلحي الحركة حديقة “باند إي أمير” الوطنية، ولهوهم ببدالات المياه في واحدة من البحيرات التي طالما قصدها السياح للاسترخاء والاستجمام.
وتقع “باند إي أمير” على مساحة 600 كيلومتر مربع بين جبال هندو كوش، في إقليم باميان وسط أفغانستان، وكانت مقصدا لعشرات الآلاف من الزوار، من داخل وخارج أفغانستان، حتى عرفت بـ”واحة السلام
وأثارت صور مسلحي طالبان وهم حاملين أسلحتهم ويلهون ببدالات المياه الملونة التي تحمل نقوشا طفولية، السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف البعض المشهد بـ”قوة طالبان البحرية”.
لكن السخرية سرعان ما تحولت إلى مخاوف من تدمير طالبان لتراث المنطقة، التي تحمل شهرة عالمية كونها منطقة آثار “الماضي البوذي لأفغانستان”.
وفي عام 2001، دمرت الحركة تماثيل بوذا في باميان، وهي هياكل شاهقة كانت منحوتة بإتقان في منحدرات المنطقة منذ القرن السادس.
وتضم المنطقة 6 بحيرات، حيث كان السياح يستمتعون بالتخييم والتنزه واستئجار البدالات البدائية في المياه الزرقاء الصافية وسط مناظر طبيعية خلابة، وتم اعتبارها حديقة وطنية عام 2009.
وحتى خلال سنوات الغزو الأميركي لأفغانستان، كانت باميان واحدة من أكثر المناطق أمانا في البلاد، حيث لم تشهد أي معارك أو يسمع بها إطلاق نار.
وعرفت الحديقة بأنها تستضيف الحدث الرياضي المختلط الوحيد في أفغانستان، وهو ماراثون سنوي يشارك به المئات من العدائين، نصفهم تقريبا من النساء.
وتشير إحصاءات إلى أن أكثر من 169 ألف سائح زاروا “باند إي أمير” عام 2018، معظمهم من الأفغان.