دكتور ربان محمد صالح عبد السلام داود نائب رئيس الاكاديميةالبحرية فى حوار خاص لمجلة الاقتصاد اليوم السعودية
الخريج البحرى هو من يشجع السماسرة على استغلالهم بحثا عن “فرصة عمل ” !
خصخصة بعض الموانئ في السعودية تعتبر اتجاه ناجح جدا واؤيد دخول القطاع الخاص القطاع البحرى والموانئ فى مصر
مثلث المال وعدم وجود بيروقراطية والموقع الجغرافى للملكة منحتهم ” فرصة ” تبوأ مكانة بحرية متميزة
نظم المحاكاة والواقع الافتراضي والواقع المعزز شريان التدريب البحري
حوار اجراه : مجدى صادق(نقلا عن مجلة الاقتصاد اليوم السعودية)
اعتبر الدكتور ربان محمد صالح عبد السلام داود ان اصلاح منظومة البحرية المصرية سيتم بتوفير البيئة المناسبة من ناحية القوانين والاستثمار وجذب الاستثمار الأجنبي ونسف البيروقراطية مع تأهيل العاملين بالسفن وبالمواني للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة وربط المنظومة البحرية بالكامل فلا يجب ان اطور في شق واترك الاخر ووضع خطة موحدة لتطوير المنظومة بالكامل واهم عنصر في هذه المنظومة هو العنصر البشري.
هذا مااكده الدكتور ربان محمد صالح عبد السلام داود نائب رئيس الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرة للشؤون البحرية فى حواره الخاص ل ” الاقتصاد اليوم ” السعودية
والدكتور ربان محمد صالح عبد السلام داود واحدا ممن يمتلكون خبرات كبيرة فى صناعة الشحن والنقل بالحاويات ويعد خبيرا فى ادارة التعليم البحرى منذ ان تخرج عام 1980 بالاكاديمية بدرجة امتتياز مع مرتبة الشرف حتى حصوله على درجة الدكتور فى تكنولوجيا النقل البحرى مرورا fبتعيينه عميدا لكلية النقل البحرى بالاكاديمية ثم نائبا لرئيس الاكاديمية للشؤون البحرية وهو يحمل خبرات عمل على الكثير من انواع السفن
اشاد صالح بتجربة خصخصة بعض الموانئ السعودية مشيرا الى ان ” مثلث ” المال وعدم وجود البيروقراطية والموقع ” منحوا ” المملكة ” تبوأ ” مكانة كبيرة فى المجال البحرى
العديد من التساؤلات حول بطالة الخريجين وسر اقبال الفتيات على دخول التعليم البحرى وتأثيرات الثورة الصناعية الرابعة على ” صناعة ” النقل البحرى وعلامات استفهام كثيرة تبحث عن اجابة !
التعليم البحرى يمثل العمود الفقرى لصناعة النقل البحرى فى العالم كيف ترون هذا فى ظل ناسمى بالثورة الصناعية الرابعة وعصر الرقمنة ؟
التعليم والتدريب البحري هو العمود الفقري في صناعة النقل البحرى فهو
الذي يؤهل العنصر البشري الذي سيقوم بالعمل في السفن والموانئ، وبالنسبة للثورة الصناعية الرابعة والتي تتمثل في الرقمنة والتي يخرج منها الكثير من العناصر مثل: أجهزة الاستشعار الذكية والذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياءK ولذا اصيح يجب تأهيل العنصر البشري بكفاءة عالية وشكل مختلف حيث كان يتم تأهيله فيما سبق ليعمل كمشغل للأجهزة فقط، اما اليوم أصبح تأهيل العنصر البشري مختلفا عما سبق ليتعامل مع هذه التكنولوجيا، بحيث يصبح العنصر البشري مؤثرا ولديه قدرة على انشاء وصيانة وتشغيل كل هذه التكنولوجيا ولذلك يحب ان يتم تغيير المناهج الدراسية وتغيير أسلوب التعليم نفسه ليواكب التكنولوجيا الحديثة في التعليم. كما يجب ان يكون التعليم والتدريب البحري مستمرا على المدى الطويل (مدى الحياة)، ليتيح ويعطي القوى العاملة البحرية الدعم اللازم للحصول على فرص عمل في ظل التكنولوجيا المتطورة الجديدة، فبدون التعليم والتدريب المستمر ستكون صناعة النقل البحري في خطر من المعدل العالي لتغيير العامليين، كما سيعاني الافراد بسبب عملية التطوير الوظيفي، لذلك رسم خطط تدريبية مسبقة لتطوير الموظفين سيتيح فرصة للاستعداد ودعم العامليين، كما ستصبح نظم المحاكاة والواقع الافتراضي والواقع المعزز شريان التدريب البحري، مع وجود اتصال جيد بالأنترنت ستتيح أجهزة الواقع المعزز والواقع الافتراضي المتقدمة للعاملين بالبحر إمكانية الاستمرار بالتعلم أثناء تواجدهم في البحر، كما يمكنهم الحصول على الدورات التدريبية من خلال الإنترنت.
–هل حدث بالفعل ان تغيرت مناهج التعليم البحرى التقليدية مع هبوب ” ثورة ” الرقمنة التى اجتاحت هذا القطاع ؟
تم البدأ بالفعل في تغيير مناهج التعليم التقليدية وباستمرار يتم متابعة تطور الصناعة وتطبيقها على المناهج التعليمية حيث تميز التعليم البحري بطبيعته المتغيرة (الديناميكية) وتكون هذه التغيرات سريعة ولذلك في الاكاديمية نقوم بتحديث المقررات وتحديث أساليب تأهيل وتأسيس الشخصية البحرية، وقد قامت الاكاديمية بالاشتراك مع الجامعة البحرية الدولية في إصدار كتاب الشخصية البحرية المحترفة وكيفية تغيير وتطوير التعليم البحري في الفترة القادمة ليواكب الرقمنة والتكنولوجيا والثورة الصناعية الرابعة.
سر ” البطالة ” فى مصر
وهل تفسر هذا بارتفاع نسبة البطالة بين الخريجين سواء فى مصر او عربيا ؟ ام ان هناك اسباب اخرى تراها ؟فماهى تلك الاسباب من وجهة نظركم ؟
ارتفاع نسبة البطالة بين الخريجين في مصر أو الدول العربية ليس سببها الثورة الصناعية الرابعة، بل على العكس الخريج عندنا مؤهلا للتعامل مع أحدث التكنولوجيا وأحدث السفن، وكل الاساطيل العربية يوجد عليها مصريين والسفن الأجنبية أيضا ويجيدون العمل والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة ولا يواجهون مشاكل، انما البطالة موضوعا كبيرا جدا وله أبعاد أخرى وهي أن الاسطول المصري انخفض جدا واعداد السفن المصرية المتاحة قليلة جدا، وأيضا أحد الأسباب هو التغير في أسلوب التعاقد مع الاطقم البحرية حيث اصبح التعيين عن طريق شركات التطقيم البحري ومشكلتنا في مصر ان توكيلات هذه الشركات الكبرى والمسئولة عن التطقيم غير موجودة بمصر كما ان السفر للدول الاجنبية اصبح صعب بسبب وقت الحصول على التأشيرات، بالإضافة الي أن بعض العاملين بالبحر يجدون صعوبة في التواصل ورفع مستوى اللغة.
” روشتة ” علاج
اذا وضعنا ” روشتة ” لعلاج تلك القضية واعنى ” البطالة ” وتعرض الخريجين لابتزاز السماسرة ماذا تقولون ؟
في ظل صعوبة السفر وصعوبة التحاق البحريين بالسفن ظهرت مشكلة السماسرة والذين يستغلون الخريج البحري وللأسف ان الخريج البحري هو من يشجع السماسرة على التمادي وذلك بالاستسهال بدلا من ان يقوم بتأهيل نفسه للحصول على وظيفة مرموقة من خلال أحد شركات التطقيم المحترمة فهو يلجأ للسماسرة اختصارا للوقت والمجهود.
اختلف معك و”سر” اقبال الفتيات
هل يمكن ان نقول ان هناك خطر قادم مع وجود ماسمى بالسفن الذكية فى ظل اعداد كبيرة من الخريجين ؟
اختلف معك في كلمة أعداد كبيرة من خريجين الاكاديمية منذ أكثر من 10 سنوات لم تقبل أكثر من 200 طالب في الفصل الدراسي الأول (أكتوبر) و100 طالب في الفصل الدراسي الثاني (فبراير) وذلك من الدول العربية والافريقية ومصر، فالعدد ليس بالكبير كما يتصور البعض.
لكن بالنسبة لجزء السؤال الخاص بوجود خطر مع ظهور السفن الذكية يوجد بالفعل خطر ولكن ليس على الجيل الجديد ولذي سيتم تعليمه في ظل التطور وتطوير المناهج، اما بالنسبة للجيل القديم والذي يعمل حاليا بالبحر يجب ان يتم إعادة تأهيله وتحديث معلوماته والتي يمكن ان تتم عن طريق التعليم عن بعد او بالحضور للمقر. كما ان السفن الذكية ستقلل من عدد الاطقم بطبيعة الحال ولكن ستظهر مجالات أخري لعمل هذه الاطقم، وستكون غالبيتها على الساحل وذلك بعد انتشار السفن ذاتية القيادة.
كيف تفسرون اقبال الفتيات على مستوى العالم العربى والافريقى المتزايد لدخول المجال البحرى رغم انه مجال ذكورى وهناك كثير من الخطوط الملاحية العالمية وشركات الشحن العربية عملهن ؟
إن أعداد الفتيات المقبلين على دخول المجال البحري (كلية النقل البحري والتكنولوجيا بالأكاديمية) لا يذكر ويعتبر قليلا جدا مقارنة بأعداد الشباب، فدخول الفتيات المجال البحري بدأ منذ 60 عام، ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود سفن مصرية كافية وبالنسبة للدول العربية لازالت تحكمهم التقاليد والتي تعيق عمل الفتيات على السفن ولكن إذا قامت الفتيات بالتقديم للالتحاق بسفن أجنبية لن تكون هنالك أي مشكلة، الفنيات الان تعمل بكل المجالات ولا يوجد ما يمنعها من العمل باي مجال مثلها مثل الشباب.
مثلث نجاح المملكة بحريا
السعودية حققت مع رؤية 2030 “قفزة كبيرة ” فى موانيها والقطاع البحرى واللوجيستى كيف ترى هذه التطورات التى حدثت بالمملكة سواء فى مجال الموانئ او القطاع البحرى فى مجمله ؟
السعودية لديها ميزة انها تملك المال وتستطيع استقطاب الخبرات الأجنبية مع وجود العمالة كما لا يوجد لديهم البيروقراطية الموجودة بالدول الأخرى، كما ان موقع السعودية موقع متميزا ولدى السعودية صادرات وواردات كثيرة مما يجعل مكانتها مرتفعة في المجال البحري واللوجيستي.
هل يوجد اى تعاون مع المملكة فى مجال التعليم البحرى ؟
بالفعل تتعامل الاكاديمية في مجال التعليم والتدريب البحري وكان يوجد بيننا تعاون مع مركز تدريب الموانئ بالدمام، كما يوجد تبادل أعضاء هيئة تدريس بين الاكاديمية وكلية الدراسات البحرية بجدة وتعاون مع حرس الحدود السعودي، والكثير من الطلاب السعوديين يدرسون بالأكاديمية حيث يوجد اعتراف من وزارة التعليم العالي بالسعودية بشهادة البكالوريوس التي تمنحها كلية النقل البحري والتكنولوجيا.
حصل ميناء جدة الاسلامى ومعه مينائين سعوديين آخرين على تصنيف متقدم ضمن مائة ميناء فى العالم هذا العام طبقا لتصنيف اللويدز ليست بينما خرجت الموانئ المصرية كيف تفسرون هذا رغم جهود وزارة النقل المصرية تجاه تطوير الموانئ المصرية ؟
تعبير خروج ليس هو التعبير الدقيق وانا يمكن ان نقول ان السعودية قد سبقت مصر في تصنيف اللويدز وهذا يعود الى ان مصر تقوم بعمليات تطوير عديدة في الوقت الحالي.
اؤيد دخول القطاع الخاص
هل تؤيدون دخول القطاع الخاص والمستثمرون الاجانب قطاع الموانئ البحرية فى مصر مثلما يحدث فى الكثير من موانئ العالم المتقدمة ؟
أؤيد دخول المستثمرين والقطاع الخاص لأنه لا يوجد دولة تعتمد على استثماراتها فقط يجب دخول المستثمرين الأجانب وذلك للاستفادة من التكنولوجيا والمعلومات والخبرة الموجودة لديهم وباستخدام العمالة المصرية سيتم نقل الخبرة لهم هذا بالإضافة إلى انه يتحمل رأس المال والخسارة والمخاطر كما يستطيع جذب شركات كبرى عالمية مما سيزيد الميزة التنافسية ويسوق للموانئ المصرية.
تجربة خصخصة بعض الموانئ السعودية كيف تنظر اليها من هذا المنظور اذا ؟
خصخصة بعض الموانئ في السعودية تعتبر اتجاه ناجح جدا لأنه يبعد عن الروتين والبيروقراطية، كما ان القطاعات الخاصة هدفها الأول تقليل المصروفات وتحسين الإنتاج لزيادة الأرباح مما يؤثر تأثيرا إيجابيا على الاقتصاد ككل بعكس القطاعات الحكومية والتي يدخل فيها بشكل او اخر الروتين والفساد، انا مع اتجاه الخصخصة ولكن بشروط بحيث يلتزم المستثمر بخطة الدولة في التطوير بحيث لا يتسبب في قتل الصناعة او خسارة حصة السوق لذا اتجاه الخصخصة اتجاه ناجح مع وجود رقابة عليه.
هل لدينا فى مصر موانئ ذكية بدأت فى استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة من البلوك تشين والذكاء الاصطناعى وغير ذلك وهل هناك خطة لتحقيق ذلك على المدى القريب او البعيد ؟
بعض الموانئ المصرية يتم تطويرها لتتحول الى موانئ ذكية وبدأ استخدامات عناصر الثورة الصناعية الرابعة ويوجد خطة لتطوير هذه الموانئ مثل ميناء العين السخنة ودمياط ميناء شرق بورسعيد وميناء الإسكندرية ويجب ان تتجه الموانئ لهذا الاتجاه حيث انه عامل مؤثر في المنافسة وإذا لم تتطور الميناء وتواكب التكنولوجيا سيتم خروجها من المنافسة، التوجه للتكنولوجيا لم يعد عنصر رفاهية في ظل التطورات الحديثة ويجب على كل الموانئ العمل جاهدة على التحول الذكي.
مصر كانت تتبوأ مكانة رفيعة فى امتلاكها لاسطول بحرى تجارى يجوب موانئ العالم كيف تستعيد مصر اذن تلك المكانة بعد خروجها من تصنيف البلدان التى تملك اساطيل بحرية تجارية ؟
صناعة بناء السفن بدأت في السبعينات عن طريق تجميع السفن ولدينا الإمكانيات والخبرات القادرة على قيام تلك الصناعة، لكن المشكلة تكمن في التسويق والالتزام. واقترح دخول شريك أجنبي ليتم نقل الخبرة والمعلومات والتكنولوجيا الحديثة ويقوم بتدريب العمالة عليها بحيث يتم خلق جيل جديد كامل قادر على بناء السفن وتطويرها، حيث توجد كل عناصر بناء السفن بمصر من الايدي العاملة والخبرات والترسانات.
مع الجهود الكبيرة التى تبذل ترى من اين نبدأ لاصلاح المنظومة البحرية المصرية فى ظل التحديات الكبيرة والتطورات السريعة فى حركة النقل البحرى فى العالم ؟
اصلاح منظومة البحرية المصرية سيتم بتوفير البيئة المناسبة من ناحية القوانين والاستثمار وجذب الاستثمار الأجنبي، تقليل البيروقراطية، تأهيل العاملين بالسفن وبالمواني للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة وربط المنظومة البحرية بالكامل فلا يجب ان اطور في شق واترك الاخر ووضع خطة موحدة لتطوير المنظومة بالكامل واهم عنصر في هذه المنظومة هو العنصر البشري.