د.أيمن النحراوى : عرض صينى متكامل لإعادة إعمار مرفأ بيروت قدمته الصين بعد الانفجارين بثلاث أيام !
بعد الحريق الذى اشتعل فى جانب اخر من مرفأ بيروت بعد الانفجار المروع الذى حول المرفأ الى كوم من الرماد فى الرابع من اغسطس اصبح ميناء بيروت على المحك رغم انه احتل مرتبة عالية وهو الرقم 73 بين 960 مرفأ حول العالم والمرتبة التاسعة بين 51 مرفأ عربي طبق لتقرير ” الاونكتاد ” عام 2019 وهو بكل تأكيد من أفضل موانئ او مرافئ فى الشرق الأوسط وتصل ايراداته السنوية الى مايقرب من المليار دولار ! وهو إضافة الى دوره كمركز أساسي لتجارة الترانزيت فهو يتكون من اربعة احواض وعدد 16 رصيفا ينتشر عليها المستودعات المسقوفة والمكشوفة وهو مجهز بأحدث معدات الشحن والتفريغ بإعتباره خزان استراتيجى للحبوب والأدوية والسلع الاساسية والاستراتيجية للبنان وبه منطقةحرة كان يتم تطويرها وتوسعتهاوالمرفأ كان يستقبل مايقرب 995 الف حاوية متكافئة 20 قدم وبعد الانفجارين اللذين حولوا هذا المرفأ الى كوم من الرماد فى الرابع من أغسطس اصبح الإتجاه الى مرفأ طرابلس وهو يمثل الميناء الثانى الذى تعتمد عليه لبنان وهو على مساحة 3 ملايين متر مربع ويستقبل سنويا اكثر من 450 سفينة محملة ببضائع عامة
يقول ا الدكتور أيمن النحراوى مستشار ومحاضر النقل الدولى واللوجيستيات : ان ماحدث فى مرفأ بيروت شكل ضربة قاصمة للتجارة الخارجية للبنان ولاسيما ان 85%من تجارتها الصادرة والواردة كانت تتم عبر هذا المرفأ بل ان الخطوط الملاحية العالمية كانت تضع مرفأ بيروت فى جدول إبحاراتها العالمية كميناء وحيد عالمى يخدم مصالحها فى تلك المنطقة .
يضيف النحراوى : وفى كل الساحل الفينيقي من تركيا شمالا حتى قطاع غزة جنوبا كان مرفأ بيروت هو المنافس الأقوى لموانئ إسرائيل حيفا وأسدود وفى كل ساحل شرق البحر المتوسط ولاسيما ان مرفأ بيروت يرتبط ببكة الطرق البرية الممتدة من لبنان الى سوريا والأردن وشمال العراق وحتى الكويت على الخليج العربي .
وأشار الدكتور أيمن النحراوى فى حواره : ان الساحل اللبنانى به العديد من الموانئ منذ قديم الأزل ويلي مرفأ بيروت فى الأهمية ميناء طرابلس الشرق ثم صيدا ثم مرفأ صور
ودعا النحراوى ان يتم على المدى القصير تطوير إمكانات مرفأ طرابلس فى الشمال وصيدا فى الجنوب لكي تقوم مقام الدور الذى كان يقدمه مرفأ بيروت لحين القيام بإعادة إعمار الميناء مرة إخري وقد وصفها النحراوى بانها عملية شديدة الصعوبة فى ظل أهمية تدبير قدر هائل من الإستثمارات اللازمة لاعادة تأهيل البنية التحتية والفوقية التى تضررت شدة جراء الأنفجار .
وحول الاثارالاقتصادية الاخري يجيب الدكتور أيمن النحراوى بقوله نعم الآثار الإخري تجاوزت لبنان ايضا الى الدول المجاورة ولاسيما سوريا والاردن فمن جهة كانت سوريا تعتمد فى جزء كبير من المساعدات الورادة للشعب السوري فى ظل الأزمة على مرفأ بيروت وبالتالى ستتأثر سوريا سلبيا بنتيجه توقف بالمرفأ عن العمل وخاصة ان مينائى اللاذقية وطرطوس مقيدان ومحاصران بالعوقات الامريكية والاوروبية على سوريا , اما عن الأردن فقد كانت تعتمد بدرجة كبيرة على بعض الإيرادات المتحققه لها كرسوم مفروضة على تجارة الترانزيت العابرة من مرفأ بيروت عبر الأردن الى العراق ةالكويت وبالتالى ستفقد بعد حادث الإنفجار كامل هذه الإيرادات الى ان يعود المرفأ الى التشغيل مرة أخري .
اما عن الآفاق المتاحة لمرفأ بيروت وتداعياتها الخطيرة يقول الدكتور أيمن النحراوى : ان الإفق مازال متسعا امام هذا المرفأ بموقعه الإستراتيجى الهام الذى يجعله محط أنظار دول وشركات دولية كبري فى مجال الموانئ البحرية .
وكشف النحراوى عن مفاجأة لم يتم الاعلان عنها مؤكدا : انه بعد ثلاث أيام من الانفجارين الذىن وقعا مساء الرابع من اغسطس وصل بيروت ضمن من وصل من الوفود وفد صينى قدم عرضا متكاملا لأعادة إعمار مرفأ بيروت وتشغيله بقروض ميسرة من بنك الصادرات الصينى والحكومة الصينية حيث تقوم الشركات الهندسية الصينية بإعادة البناء ضمن مخطط شامل للتطوير وكذلك تقوم شركات تشغيل الموانئ الصينية بالإستثمار والتشغيل فى المرفأ !
يذكر ان رسوم مرفأ بيروت كانت الأغلى فى العالم ورغم انها تعتبر ضريبة سيادية على الدولة اللبنانية تحصيلها الا انها لم تدخل فى حسابات المالية العامة وبالتالى لم تخضع لرقابة ديوان المحاسبة ووزارة المالية اللبنانية لا سلطة عليها بأستثناء حصتها من داخل المرفأ 25% من اصل الدخل وهو ماتحدده لجنة من إدارة المرفأ وقيل باعتراف الحكومة اللبنانية ان هناك اكثر من 150 موقه تهريب جمركى وسلعى داخل المرفأ !