فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي/ رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة/
الحضور الكريم/
بالأصالة عن نفسي/ وبالنيابة عن جموع العاملين بهيئة قناة السويس/ أشرف بأن أنقل لسيادتكم/ شكر وعرفان جموع العاملين بالهيئة/ وفي القلب منهم/ ابناؤك المرشدون/ على تفضلكم بتهنئتهم بمناسبة عيد انتصار الإرادة المصرية/ يوم 14 و 15 سبتمبر من كل عام/
واليوم/ نشرف بحضور سيادتكم هذا الحدث/ الذي يدشن مرحلة جديدة في تاريخ وطننا الحبيب/ الذي طالما سعيت فخامتكم لوضعه على طريق الانطلاق/ الى آفاق جديدة من التنمية والتطوير/ لم تشهدها مصر من قبل/
إذ نحتفل اليوم/ بافتتاح نفق الشهيد احمد حمدي 2 بمدينة السويس/ الذي يعد هديتكم الغالية لأبناء سيناء/ بمناسبة احتفالات مصر/ بذكرى نصر أكتوبر المجيد/ رمز الإرادة المصرية الصلبة التي لا تلين/ في مواجهة أصعب الظروف والتحديات/
ويأتي افتتاح هذا النفق العملاق/ ضمن رؤيتكم الطموحة/ للمشروع الاستراتيجي لتنمية سيناء/ والتي تحظى بأولوية قصوى/ ودعم غير مسبوق على مختلف الأصعدة/ حيث يعزز النفق الجديد منظومة ربط سيناء بأرض الوطن/
ضمن 20 نقطة عبور مختلفة/ تربط بين ضفتي القناة/ مقسمة إلى 3 قطاعات رئيسية على النحو التالي/
القطاع الشمالي/ يقع في نطاق محافظة بورسعيد/ والذي يحتوي على 6 نقاط عبور/ بواقع/
- 3 نقاط للمعديات (معدية بورسعيد – معدية الرسوة – معدية شرق التفريعة)
- كوبري النصر العائم
- نفقي 3 يوليو
القطاع الأوسط/ يقع في نطاق محافظة الإسماعيلية/ والذي يحتوي على 10 نقاط عبور/ بواقع/
- 4 نقاط للمعديات (معدية القنطرة – معدية الفردان – معدية نمرة 6 – سرابيوم)
- 3 كباري عائمة (كوبري الشهيد أبانوب – كوبري الشهيد أحمد منسي – كوبري الشهيد طه ذكي)
- نفقي تحيا مصر، بالإضافة لكوبري السلام
القطاع الجنوبي: يقع في نطاق محافظة السويس، والذي يحتوي على 4 نقاط عبور، بواقع:
- نقطة واحدة للمعديات (معدية الشط)
- كوبري الشهيد شبراوي
- نفقي أحمد حمدي
ويتبين لنا من خلال الإحصائية السابقة/ أن معدلات عبور المركبات عبر سلسلة الأنفاق/ وصلت إلى 4 أضعاف معدلات عبور باقي المحاور/
وهو ما يؤكد أن الأنفاق/ تظل هي الخيار الأول للمواطن والمستثمر/ في رحلة العبور بين ضفتي القناة/
كما أن لهذه المنظومة من الأنفاق العملاقة/ دور فاعل في زيادة معدلات الصادرات/ من موانئ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس/ سواء في بورسعيد أو السويس/
وتقوم الهيئة بإدارة وصيانة وتشغيل منظومة محاور العبور بأكملها/ على مدار الساعة/ من خلال أحدث أنظمة التشغيل الإلكترونية/ مع الاستعانة بأحدث وسائل الفحص والكشف/ المستخدمة في فحص المركبات والأفراد/ بالتعاون مع القوات المسلحة والشرطة المصرية/
واليوم/ ونحن نحتفل بافتتاح سيادتكم لهذا الانجاز الكبير/ الذي تم تنفيذه في وقت قياسي وبأيدٍ وخبرة مصرية/ والذي نعده خير دليل على عمق رؤية سيادتكم/ لإحداث تنمية شاملة في أرض الفيروز/
نستدعي للذاكرة تلك اللحظات الخالدة/ التي قمتم سيادتكم خلالها بافتتاح قناة السويس الجديدة/ قاطرة المشروعات التنموية/ التي أنجزت بسواعد مصرية/ خلال زمن لم يتجاوز العام الواحد/ لتكون عنواناً على أبرز ملامح المرحلة الجديدة/ التي تعيشها مصر تحت قيادتكم/
وهي المرحلة التي يشهد خلالها المواطنون/ جديداً يضاف الى بلدهم مع إشراقة كل صباح/ حتى بات من الصعب على المراقبين والمتابعين/ أن يلاحقوا ما يتم من انجاز/ يشهد له العالم أجمع/ وترصده المؤسسات الاقتصادية والمالية والتنموية المتخصصة/ التي باتت تضع مصر/ في مركز متقدم بين الدول التي تحقق معدلات كبيرة/ ترقى إلى مستوى الطفرة من النمو والتقدم في مختلف القطاعات/
وتأسياً بدعم سيادتكم/ تواصل هيئة قناة السويس/ تحقيق أرقام قياسية في عبور السفن/ من كافة الأنواع والأحجام/ وتحقق عائداً من العملات الصعبة/ يشكل تعزيزاً للاقتصاد المصري/
وتحرص الهيئة عبر الدراسات المتخصصة/ وتقديم الحوافز التسويقية وتوفير التسهيلات اللازمة/ لجذب المزيد من الخطوط الملاحية العالمية/ والسفن العملاقة للعبور في قناة السويس/
وبقراءة سريعة في الارقام المتحققة/ خلال الفترة من يناير إلى أغسطس من العام الجاري/ يمكن رصد ذلك بكل وضوح/
فخامة الرئيس/
لقد كان دعمكم المتواصل لهيئة قناة السويس/ واطلاعكم اليومي على مجريات الأمور بها/ أكبر حافز لنا على مواجهة كافة التحديات/ التي كان من شأنها أن تحد من مسيرة القناة/
وتؤثر بالسلب على الإنجازات المتحققة/ ومعدلات حركة الملاحة غير المسبوقة/
حيث مرت القناة بتحديات صعبة وطارئة خلال العامين السابقين/ لعل أبرزها هي أزمة فيروس كورونا المستجد/
التي أثرت على حركة الملاحة والتجارة العالمية بشكل كبير/ ولم تستطع دولة في العالم الإفلات من اثارها السلبية/
وبعون الله وقيادتكم الرشيدة الوطنية/ تمكننا من عبور الأزمة بثقة/
بل وتحقيق معدلات تفوق المعدلات الطبيعية قبل اندلاع الجائحة/
تزامناً مع تنفيذ عدد كبير من عمليات العبور النوعية/ لأول مرة في تاريخ القناة/
وتمثلت هذه العمليات في إرشاد سفينة ركاب موبوءة عن بعد/ وعبور منزلق مواسير بطول 620 متر عبر قناة السويس الجديدة/ فضلاً عن عبور السفينة ميلان ميرسك بغاطس 17.4م/ وهو الأمر الذي نال إشادة العديد من المؤسسات الدولية/
ولعل من أصعب التحديات التي تمكنت هيئة قناة السويس من عبورها/ بفضل مساندتكم ودعمكم غير المحدود/ هي أزمة جنوح السفينة “ايفير جيفن”/
والتي رغم تعقيدها وتعدد عناصر الخطر المحيطة بها/ كانت بمثابة المنحة التي قدرها المولى عز وجل لمصرنا الغالية/ ولقيادتكم الملهمة ولقناة السويس/
حيث شاهد العالم/ أجمع كيف استطاع المصريون/ بكفاءتهم وإصرارهم الدؤوب ووطنيتهم المشهودة/ خلال 6 أيام فقط/ أن يتغلبوا على أزمة/ كان من شأنها أن تعصف بأي ممر ملاحي على مستوى العالم/ وتهدد سلاسل الإمداد والتجارة العالمية/
وعقب عودة الملاحة/ تتمكن القناة بفضل أبطال الهيئة/ من استيعاب نحو 422 سفينة تنتظر العبور/ بواقع أكثر من 100 عملية عبور يومياً/
لتكتمل الملحمة/ التي كنتم سيادة الرئيس/ في صدارة أبطالها/ وتثبت قناة السويس/ أنها الممر الملاحي الأهم على مستوى العالم/ والأكثر أماناً وسلامة/ والأوفر اقتصادياً لجميع الخطوط الملاحية الدولية/
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي/
لقد كان لدعمكم المستمر أثره الكبير/ في حصول هيئة قناة السويس على التعويض المناسب/ والحفاظ على كافة حقوق الهيئة عقب أزمة السفينة الجانحة/ وذلك دون التأثير على العلاقة الطيبة/ التي تربط هيئة قناة السويس بشركائها/
و في مؤشر له أكبر دلالة على ما تحقق من إنجاز/ استقبلت قناة السويس مرة أخرى السفينة إيفير جيفن/
التي عبرت القناة ضمن قافلة الشمال يوم 20 أغسطس من العام الجاري/ كما عبرت القناة أيضا أكبر سفينة حاويات في العالم “ايفير آيس” التابعة كذلك للخط الملاحي إيفر جرين/ في 28 أغسطس من العام الجاري/
ليؤكد الممر الملاحي لقناة السويس/ قدرته على استيعاب السفن من كافة الحمولات والأجيال والأنواع/
بفضل ما يوفره من اجراءات السلامة والتأمين/ التي تدار عبر منظومة متطورة تكنولوجياً هي الأحدث بين مثيلاتها على مستوى العالم/
ولقد كان لزياراتكم ومتابعتكم الدائمة لهيئة قناة السويس/ وتوجيهاتكم المستمرة/ عميق الأثر في تبني الهيئة لعدة استراتيجيات/ تهدف لإحداث نقلة نوعية في العمل بالهيئة/ والانتقال بها إلى آفاق/ تواكب ما يجري من متغيرات في مختلف أنحاء العالم/
وفي هذا الصدد/ بدأت هيئة قناة السويس/ بتوجيه من سيادتكم/ في تنفيذ مشروع عملاق/ لتطوير القطاع الجنوبي/ يأتي تنفيذه بعد أن امتلكت الهيئة/ اسطولاً من الكراكات الأحدث والأكثر قدرة وكفاءة/
وهو المشروع الذي صدقتم سيادتكم على تنفيذه في مايو الماضي/ وتتابعونه في كل مراحله منذ اليوم الأول لبدء التنفيذ/
فخامة الرئيس/
إن كل ما تقوم به هيئة قناة السويس/ هو صدى لما تقومون به من عمل دؤوب/ ينقل مصر الى آفاق المستقبل بخطى ثابتة/
ونسأل الله عز وجل/ أن نكون دوماً في مقدمة/ المؤسسات الوطنية المشاركة في خطة البناء والتنمية/
واسمحوا سيادتكم لي أن أتوجه بالشكر للقوات المسلحة/ بجميع أفرعها وهيئاتها وإدارتها وأمانتها العامة على ما يقدمونه من تعاون مثمر ووثيق مع هيئة قناة السويس/ في تنفيذ كافة المشروعات التنموية العملاقة بمنطقة القناة/
منذ إعطاء سيادتكم إشارة البدء/ في مشروع حفر قناة السويس الجديدة/ وصولاً لتنفيذ سلسلة الأنفاق العملاقة بمدن القناة الثلاث/ ومشروع تطوير القطاع الجنوبي /
كما أنقل لسيادتكم/ تحيات أبناء هيئة قناة السويس/ وعميق تقديرهم لما تقومون به من أجلهم/ ومن أجل كل مصري على أرض وطننا