«الكاراجينان»، وهو عديد السكريات النشط بيولوجياً المعزول من الطحالب الحمراء، ويستخدم على نطاق واسع في صناعة الأغذية كمثبتات أو عوامل هلامية، له تأثير واضح على المناعة
كتب : د. مجدى مرعي + الشرق الاوسط
اعقد دورات الحياة
المياه العذبة والعميقة
توجد الطحالب الحمراء بكثرةٍ في المياه البحرية العذبة في المناطق الاستوائية والمعتدلة، كما تنمو بشكلٍ متصلٍ على الصخور أو على النباتات البحرية الموجودة في المياة العميقة والهادئة تحت مناطق المد والجزر. ونظراً لوجود الصبغة الحمراء فإنّها تستطيع العيش على أعماق بعيدة في البحر تقلّ فيها الإضاءة، حيثُ وُجدت في المناطق الاستوائية على عمق ثلاثمئة مترٍ وهي أعماقٌ لا تصلها سوى الموجات الزرقاء من أشعة الشمس.
فوائدها والجديد
ورغم فوائدها العديدة للجلد وماتحويه من اوميجا 3 وايضا مادة الكولاجين التى تعطى للوجه نضارة لكن أظهرت دراسة جديدة، مثلما تقول الشرق الاوسط أن «الكاراجينان»، وهو عديد السكريات النشط بيولوجياً المعزول من الطحالب الحمراء، ويستخدم على نطاق واسع في صناعة الأغذية كمثبتات أو عوامل هلامية، له تأثير واضح على المناعة.
وخلال دراسة أجراها فريق بحثي روسي من كلية الطب الحيوي التابعة لجامعة الشرق الأقصى الفيدرالية (FEFU)، وفرع الشرق الأقصى لأكاديمية العلوم الروسية، وجامعة فيلنيوس، ونشرت في العدد الأخير من مجلة «أبحاث المواد الطبية الحيوية»، وجد الفريق البحثي أن الكاراجينان ونواتج تحللها الجزئي قادرة على قمع جهاز المناعة، وهو النتيجة التي تم التوصل لها بعد إضافته إلى النظام الغذائي لفئران المختبر لمدة أسبوع واحد، حيث أدى ذلك إلى انخفاض نشاط خلايا المناعة الخلقية وانخفض عدد الكريات البيض.
وتستخدم مثبتات المناعة لعلاج الاضطرابات المختلفة مثل الحساسية وأمراض المناعة الذاتية، مثل التصلب المتعدد، والذئبة الحمامية الجهازية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وتصلب الجلد الجهازي والتهاب الجلد والعضلات وغيرها، وعادة ما ترتبط هذه الأمراض بفرط نشاط بعض أجزاء الجهاز المناعي أو انخفاض النشاط الوظيفي للخلايا المثبطة للمناعة، حيث يؤدي عدم التوازن بين الالتهاب والتثبيت إلى تطور استجابة مناعية مفرطة تستهدف المريض نفسه.
مادة الكاراجينان
ويقول ألكساندرا كاليتنيك، في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني لجامعة الشرق الأقصى الفيدرالية «أثبتنا أن الكاراجينان يمكن أن يكون مفيداً لبعض الحالات المرتبطة بفرط نشاط الجهاز المناعي، ولكن دراسة خصائصه البيولوجية تحتاج إلى مزيد من البحث الأساسي الذي قد يستغرق سنوات». ويعتقد الباحثون أن السكريات المتعددة في الطحالب الحمراء يمكن أن تتفاعل بشكل غير مباشر (عند تناولها عن طريق الفم)، مع مستقبلات الخلايا المناعية في الجهاز الهضمي والتي بدورها تنقل المعلومات إلى الخلايا المناعية في الدم.
ويضيف كاليتنيك «لاحظنا في المرحلة الحالية تأثير الكاراجينان على كبت المناعة، أي تقليل نشاط الكريات البيض، ونود معرفة الطريقة التي يؤثر بها على مستقبلات الخلايا ومسارات الإشارات التي تشارك في زيادة وخفض مستوى الكريات البيض، وهو ما سيساعد على فهم إمكاناته بشكل أفضل كمواد دوائية أو إضافات بيولوجية يمكن أن تقلل من فرط المناعة».
ولم تشمل الدراسة الكاراجينان الذي يستخدم في صناعة الأغذية ويستهلكه الناس، ومن المعروف أن النوع الغذائي يستخدم بضوابط صارمة، بما في ذلك الحد الأقصى للكتلة الجزيئية والجرعة المسموح بها.
يقول كاليتنيك «الجرعات الغذائية أقل من تلك المستخدمة في التجربة من حيث الحجم، علاوة على ذلك، لا تحتوي المنتجات الغذائية على مادة الكاراجينان النقية، ويتم استهلاكه مع البروتينات والمواد الأخرى التي تؤثر بشكل كبير على خصائصه»