مجدى صادق يكتب : الثورة الصناعية الرابعة .. حتى إشعار آخر !
تقرير بريطاني كشف ان نحو 1,3 مليون عامل فى قطاع واحد مثل بنوك " وول استريت " سيفقدون وظائفهم او سيتم إعادة تعيينهم بسبب الروبوتات خلال العقد المقبل
حسنا فعلت المملكة العربية السعودية حين تم انشاء مركز اقليمى للثورة الصناعية بالمملكة التابع للمنتدى الاقتصادى العالمى والذى اعلن عنه ضمن فاعليات منتدى دافوس الماضى فى الوقت الذى تسعى فيه مملكة البحرين الى تحويلها الى مركز اقليمى لتخزين البيانات احد ملامح الثورة الصناعية الرابعة وهذا المارد القادم !
ياتى هذا فى ظل قانون اصدرته مملكة البحرين لتخزين المعلومات والبيانات لاستقطاب شركات عالمية مثل ” آمازون ” التى اتخذت من البحرين مقرا إقليميا لادارة اعمالها فى الشرق الاوسط
فمارد الثورة الصناعية الرابعة قادم بقساوة لامحالة الى منطقة الشرق الاوسط فى ظل اوضاع اقتصادية وسياسية متردية وثورات وحروب والاهم بنية اساسية فى حاجة الى اعادة بنائها او النظر فيها وثورة تشريعية تتماشى فى مواجهة هذا المارد الذى يبتلع من يقف فى طريقه !
فمن رحم الثورة الصناعية الثالثة والتى احدثتها مايسمى بالرقمنة والمعالجات الدقيقة وثورة الانترنت وبرمجة الالات والشبكات ولدت الثورة الصناعية الرابعة تحمل بعضا من جينات االثورة الثالثة وهى التسمية التى اطلقها منتدى دافوس عام 2016 وجاءت ملامح هذه الثورة من خلال القدرة على تخزين البيانات ومثلما قال كلاوس شواس مؤسس ورئيس المنتدى : ان البيانات ستحل محل النفط فى اقتصاد الغد !
وتأتى ملامح هذ ا المارد التسونامى القادم من خلال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو والروبوتات وانترنت الاشياء وسلسلة الكتل ” بلوك تشين ” والتكنولوجيا الحيوية البيولوجية والطباعة ثلاثية الأبعادوالمركبات ذاتية القيادة والطائرات المسيرة بدون طيار وقد ظهرت بوادرها ايضا فى المدن الذكية وكذا السفن والموانئ الذكية التى بكل تأكيد ستغير ملامح الاقتصاد التقليدى الكلاسيكى فى فقدان فرص عمل تقليدية وظهور مهن وفرص عمل جديدة وسيكون ضارا بمنطقتنا العربية اذا تجاهلنا الفرص التى تتيحها تلك الثورة القادمة !
فهناك تقرير بريطاني على سبيل المثال كشف ان نحو 1,3 مليون عامل فى قطاع واحد مثل بنوك ” وول استريت ” سيفقدون وظائفهم او سيتم إعادة تعيينهم بسبب الروبوتات خلال العقد المقبل . لذا سارعت البنوك بالفعل بالاستثمار فى مجالات الذكاء الاصطناعى .
لذا سارعت ايضا دولة الكويت لبناء اكبر مصفاة لتكرير النفط الخام فى منطقة الشرق الاوسط فى منطقة الزور على بعد 90 كم جنوب العاصمة باستخدام الذكاء الاصطناعى بما يتفق ورؤية البلاد الرامية الى تحويل الكويت الى مركز مالى وتجارى اقليميا ودوليا حيث تعتمد
الشركة الصينية ” سينوك ” التى تقوم بالبناء معتمدة على تكنولوجيا بناء ” منصة السجابة ” لتبادل بيانات والمعلومات لتقلل من اعمال التكرار فى عملية المعالجة المعقدة للبيانات المتعلقة بالمشروع .
ومثلما قال الملك عبدالله ملك الاردن على هامش فاعليات مؤتمر دافوس ” البحر الميت ” الذى عقد مؤخرا بالاردن : ” ان الشرق الاوسط يمثل سوق كبير من المستهلكين ومؤسسات الاعمال يقدر ب 300 مليون نسمة ” ففى ظل هذا المارد القادم من المتوقع دخول 27 مليون شاب الى سوق العمل على مدار السنوات الخمس المقبلة وهو تحدى كبير امام اكافة دول المنطقة
لذا فان من اولويات الدول هو السباق لتفعيل محفزات لشركاء الذكاء الاصطناعي والعمل على تأسيس مراكز للبيانات العالمية ذات جودة عالمية على حد تعبير عمر بن سلطان وزير الدولة الاماراتى للذكاء الاصطناعي فى ظل تدشين توائمة بين اهداف واستراتيجيات عمل الحكومات
والقطاع الخاص الذى يبجث عن فرص استثمارية مغرية بينما الحكومات فهمها الاساسى هو صالح مواطنيها !
وفي ظل هذا الطوفان المتلاحق تتسابق الشركات العالمية حتى تتواجد فى صدارة هذه الثورة الصناعية الرابعة ومحرابها , ولاول مرة تدخل جوجل سوق قطاع الكابلات البحرية والالياف الضوئية المغمورة فى قاع المحيطات والتى كانت تحتكره شركات الاتصالات ودخلت معها مايكروسوفت وامازون وفيسبوك , فمن يحتكر قطاع الكابلات البحرية يحتكر 99% من البيانات الدولية عبر شبكات الالياف الضوئية التى تصل اطوالها اليوم الى اكثر من 700 الف ميل فى الوقت الذى تسعى تلك الشركات للحصول على رخصة منها تصل 63,6 الف ميل بحرى !
وهو احد الارتكازات التى يجب ان نتنبه لها فى منطقتنا العربية فى الوقت الذى بدأت شركات الاتصالات ومنها اريكسون السويدية من اطلاق حلول اتصال لاسلكية سهلة الاستخدام والنشر فى القطاع الاقتصادى اطلقت عليها ” اندسترى كونكت ” بهدف تسريع عملية التحول الرقمى البسيط ابانالثورة الصناعية الثالثة الى تحول رقمى مبتكر ومتطور فى الثورة الصناعية الرابعة لتقديم حلول آمنه وموثوقة مع سرعة عالية لنقل البيانات وانتشار الاستخدمات الذكية المبتكرة التى يحملها هذا المارد التسونامى القادم !
وحتى إشعارا آخر !!