نقلت صحيفة THE SUN البريطانية، أن عددا من العلماء أعلنوا أن سمكة الزرد، والتى تتميز بخطوط على جسمها، قد تكون مفتاحا لعلاج العمى وفقدان البصر لدى البشر.
وكشفت الأبحاث أن الأسماك يمكنها إعادة نمو أجزاء الجسم المفقودة أو التالفة، بما في ذلك شبكية العين، والشبكية أحد أكثر أسباب العمى شيوعًا، وتستطيع سمكة الزرد استعادته في غضون أسبوع فقط، وفقا لسبوتنيك.
وقال البروفيسور جيمس باتون، إن دماغ الأسماك تحتوى على مادة كيميائية تعمل على تحريك الخلايا التي “تهاجر” إلى الأعضاء التالفة وتصلحها، مشيرا إلى أنه فى الوقت نفسه، لاحظ العلماء أن حوالي 70٪ من جينات هذه الأسماك تشبه البشر، وفي هذا الصدد، يأمل العلماء أن يصبح المرضى قادرون على “استعادة شبكية عين جديدة” مثل سمك الزرد
وتعتبر أسماك الزرد من الفقاريات و لذلك فإن لديها الكثير من الصفات التي تتشابه بشدة مع الإنسان ، و لهذا فيمكن لتلك الأسماك أن تُعطي نتائج مذهلة للأبحاث التي تدور حول الأمراض المختلفة التي قد تُصيب الإنسان ،فبعد إجراء تشريح دقيق لتلك السمكة اكتشف العلماء أنها تتشابه ورائيًا مع الإنسان بنسبة تُقارب70% ، كما تتشارك مع الإنسان في كثير من العمليات البيولوجية التي يقوم بها ، كما تتميز تلك الأسماك بقدرتها على التأقلم في الظروف المناخية المتغيرة ، و يساعدها في ذلك صغر جمها ، كماتتميز بوضعها عدد كبير من البيوض على عكس باقي حيوانات التجارب الأخرى ، و ذلك ما يشجع العلماء على استخدمها في التجارب أكثر من أي حيوان آخر.
و لا تقف قدرات سمك الزرد عند هذا الحد بل إنها تتمكن من تغيير قلبها أيضًا ، و هي قدرة غريبة و نادرة ، حيث أن تلك الأسماك تقوم بتجديد عضلة قلبها من حين لآخر ، و لذلك قام الكثير من الباحثين بتسليط الضوء على هذه القدرة الفريدة حتى يتمكنوا من الاستفادة منها عند الإنسان ، كما تتميز أجنة أسماك الزرد بطبيعتها الشفافة التي تساعد العلماء في مراقبة تطورها ، كما تُسهل عملية متابعة تأثير التعديل الجيني و العلاجات الدوائية ، و ذلك من خلال استخدام أدوات مراقبة معينة.
كما تتميز أسماك الزرد بالنضج المبكر ، حيث أنها تفقس بيوضها بعد يومين فقط من الإخصاب ، و بعد حوالي خمسة أيام تكون العديد من الوظائف الأساسية للأجنة قد اكتملت بالفعل وتبدأ في تغذيتها الطبيعية ، و بالنظر إلى أن ذلك السمك يتكاثر طول العام و تضع الأنثى أعداد كبيرة من البيوض كل أسبوع ، و بذلك فإن تلك الأسماك تُفيد العلماء في البحث العلمي الذي يحتاج أعداد كبيرة للغاية من الحيوانات ، كما تتميز تلك الأسماك بتكلفتها المنخفضة ؛ فهي لا تحتاج إلى أجواء معينة و يمكنها التأقلم في أي بيئة ، و لهذا فهي غير مكلفة للباحثين.
تتميز سمكة الزرد بأن لها قدرة كبيرة على امتصاص المواد الكيميائية التي يتم إضافتها إلى بيئتها المائية ، و من هنا فقد تمكن العلماء من إدخال العديد من التغييرات على مورثاتها ، كما تتمكن تلك الأسماك من تحمل كميات كبيرة من المواد المطفرة ، كما تقوم تلك الأسماك بتلقيح بيوضها خارج جسم الأمهات و بالتالي يكون من السهل إجراء التعديلات الوراثية على الأجنة.
ويمتلك سمك (الزرد) القدرة علي تجديد عضلات قلبه المفقودة بعد إزالة 20 في المائة منها بواسطة الجراحة و يحاول العلماء تتبع خطي ذلك واكتشاف طرق جديدة تمكن القلب البشري من معالجة انتاج خلايا عضلية جديدة بإجراء المزيد من الأبحاث.
ويسعي العلماء الي طريقة تمكنهم من زراعة خلايا جديدة صحية لإستبدال أنسجة القلب التالفة. وترتكز الدراسة التي قام بها فريق من الباحثين في جامعة هارفارد، علي الأسرار الجينية التي تمكن بعض الحيوانات مثل (سمك الزرد)، وهو سمك صغير مخطط، علي انتاج أعضاء جديدة لها جينات مماثله.
وقال د. مارك كيتينغ الذي قاد البحث، إن اكتشاف مثل هذه الجينات في سمك الزرد، يرجح وجود جينات مماثلة لها في الجنس البشري.
ووقع الإختيار علي سمك الزرد تحديداً، نسبة للدراسات المخبرية الواسعة التي أجريت علي السمكة المخططة كالحمار الوحشي، والتي أثبتت مقدرة السمكة علي تجديد زعانفها وأجزاء العين. وقام فريق جامعة هارفارد بإجراء عملية جراحية لإزالة 20 % من قلب السمكة وإعادتها إلي المياه.
وتمكنت ثمان من عشرة سمكات أجريت عليهن الدراسة من العودة إلي حياتهن الطبيعية بعد عشرة أيام. وأكتشف العلماء عقب مرور شهران أن الأسماك جددت الإجراء المفقودة من القلب والتعويض عن الخلايا المزالة بأخري جديدة تقوم بضخ الدم بصورة طبيعية وإختفاء أثار الجراحه. وجاء الكشف مناقضاً لما يحدث في الجسم البشري، فالمرضي الذين يتعرضون لنوبات قلبية، قد يستعيدون عافيتهم، إلا أن القلب يتأثر نتيجة لذلك بصورة دائمة.في هذا الشأن قال د. كيتينغ: لا يمكن أن تنمو عضلة قلب عند البشر بعد الإصابة بنوبة، فالخلايا المصابة لا تتمكن من الإنقباض مجدداً وبعث نبضات كهربائية كالتي في القلب البشري السليم.
فئران تجدد الأنسجة
وكان علماء اكتشفوا ان سلالة من فئران المعمل أظهرت قدرة مذهلة علي تجديد أنسجة القلب التالفة مما قد يفتح مجالات جديدة في علاج أمراض القلب وعلل أخري. واكتشف باحثون بمعهد ويستار بولاية فيلادلفيا أن سلالة من الفئران تكاثرت قبل عدة عقود واستخدمت في دراسة أمراض المناعة استطاعت ان تعيد نمو انسجة جديدة بعد اصابة قلبية خطيرة. قالت الين هيبر كاتز التي قادت البحث ان آلية هذه العملية غير معروفة بعد ولكنها أضافت أن هناك سلالة من الفئران تستطيع فيما يبدو مقاومة تلف الانسجة وتكوين أنسجة جديدة.
واستطردت ان الاكتشاف يشير الي أن كل الثدييات بما في ذلك الانسان قد يمتلك هذه المقدرة وانه يمكن ابتكار أساليب للاستفادة من هذا الاحتمال.
أنسجة البرمائيات
وقالت كاتز ان زملاءها لاحظوا في 1988 أن فئران مختبرات كبيرة الحجم استطاعت شفاء ثقوب صغيرة في أذانها قاموا بها لتمييزها. عند الاصابة بنوبة قلبية يحدث تلف لانسجة القلب مما يقلل من كفاءته. ولكن بعض البرمائيات أظهرت قدرة علي تكوين أنسجة جديدة بعد الاصابة. قررت كاتز وزملاؤها استكشاف ما اذا كانت الفئران تستطيع تجديد أنسجة القلب. أتلف الباحثون البطين الايمن في قلب فأر باستخدام مجس ولكن بدلا من اصابة الانسجة بالتلف تكونت خلايا جديدة.
من المقرر ان تبدأ مؤسسة القلب البريطانية برنامجاً رئيسياً لأبحاث جديدة تهدف لإيجاد علاج لمرض فشل القلب, وهي حالة تؤثر علي 750 الف شخص في المملكة المتحدة.
هذا المرض الذي يؤثر علي عضلة القلب غالباً ما تتسبب به نوبة قلبية, وهو احد اكثر اسباب الإعاقة شيوعاً في بريطانيا.وتأمل المؤسسة من الإستفادة من سمك الزرد , وهو نوع سمك معروف بان لديه القدرة علي اصلاح عيوب قلبه ذاتياً.ويهدفون الي جعل البشر يستيفيدون من هذه القدرة ايضاً في نهاية المطاف.
وقال البروفيسور بيتر ويسبيرج المدير الطبي بمؤسسة القلب البريطانية: منذ إنشاء المؤسسة قبل 50 عاما ، حققنا خطوات كبيرة في مجال البحوث الطبية لتشخيص وعلاج أفضل من اجل الأشخاص الذين يعانون من مختلف المشاكل في القلب, ولكن القضية التي ما فتئت تشغل بالنا هي الكيفية التي يمكننا بها مساعدة الأشخاص الذين تضررت قلوبهم بشدة جراء ازمة قلبية.
واضاف , علميا ، اصلاح القلوب البشرية هو هدف يمكن تحقيقه, اذا يمكن ان يتعافي الناس من آثار الأزمات القلبية مثلها مثل الشفاء من كسر في الساق مثلاً, لكن الإستثمار في هذه البحوث سيحتاج قراية 50 مليون جنيه استرليني لجعل هذا الأمر حقيقة واقعة خلال العشرة اعوام المقبلة ،وتأمل المؤسسة من جمع المال اللازم عبر التبرعات.
وستشمل بحوث اعادة تجديد القلوب ابحاث الخلايا الجزعية, علم الأحياء التنموي لمعرفة كيف يمكن اصلاح او استبدال عضلة قلب تالفة.
وما يجعل سمكة الزرد هدفاً محتملاً للعلماء هو ان هذه السمكة لديها قلب غير معقد اضافة الي دورة دموية كاملة, وإذا تمت اذالة جذء من قلبها فإنه يعود للنمو مجدداً في غضون بضعة اسابيع فقط.