الدائرة اللوجستية تسرع عملية تسليم البضائع محليا وخارجيا.
منح برنامج الدائرة اللوجستية العالمية التي أعلنت عنها الصين في إطار خطة ضخمة لتطوير نقل السلع زخما للتجارة العالمية حيث سيمكن البرنامج الذي يعبر القارات من نقل البضائع إلى مسافات أطول في وقت وجيز وبتكلفة أقل.
بكين – عززت خطة النقل الصينية الجديدة ربط التجارة العالمية حيث سيمكن برنامج الدائرة اللوجستية العالمية من تسريع عمليات تسلم البضائع والتقليل من كلفة النقل فضلا عن إدماج البلدان النائمة بشبكات التجارة العالمية.
وقال خبراء إن خطة الصين الرامية إلى توسيع وتحديث شبكة النقل الخاصة بها من شأنها تعزيز الربط، وتخصيص الموارد العالمية والتجارة في جميع أنحاء العالم.
وكشفت الصين مؤخرا عن برنامج يسمى “الدائرة اللوجستية العالمية 1-2-3” لتوسيع قوة البلاد في قطاع النقل على مدار الـ15 عاما القادمة، وتحديد أهداف طويلة الأمد للصناعة بتطوير شبكة نقل وطنية حديثة وعالية الجودة وشاملة.
ويكمن الهدف في تسليم البضائع محليا في غضون يوم واحد داخل الصين، وتسليمها في غضون يومين للبلدان المجاورة، وإيصالها في غضون ثلاثة أيام إلى مدن عالمية كبرى، وفقا للمبادئ التوجيهية التي صدرت الشهر الماضي بشكل مشترك عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة.
ونسبت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) لشاكيل راماي، مدير مركز دراسات الصين بمعهد سياسات التنمية المستدامة ومقره إسلام آباد، قوله مؤخرا، إن “استثمارات الصين في إطار تخطيط شبكة النقل سيساعد بالتأكيد في تعزيز صناعة اللوجستيات العالمية، وسلسلة التوريد العالمية، وشبكة النقل” على خلفية الانتكاسات الاقتصادية العالمية وسط جائحة كوفيد – 19.
وذكر خيري تورك، أستاذ الاقتصاد بكلية ستيوارت للأعمال في معهد إلينوي للتكنولوجيا بشيكاغو، أن “هذا البرنامج سيؤدي إلى تخصيص أفضل للموارد العالمية حيث يمكن نقل البضائع إلى مسافة أبعد وبصورة أسرع وبطاقة أقل”.
ولفت تورك إلى أن “الدول النامية التي تقع على أعتاب الصين ستكون من أكبر المستفيدين من النمو المتوقع.”
وقال إن “البرنامج يضع الأساس لبناء ممر نقل إقليمي يخدم العديد من أعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)”، مشيرا إلى أنه “على هذا النحو، من المتوقع أن تقوم دول مثل ميانمار وفيتنام بإنشاء مراكز للصناعات التحويلية في المستقبل القريب”.
وأضاف أن الممرّ سيعزز أيضا إقامة مجتمع مبني على المصالح المشتركة في المنطقة ويساعد على تكامل الآسيان، مع ربط العديد من الدول غير الساحلية بالبحار.
وذكر أن أوروبا ستكون مستفيدا رئيسيا آخر من البرنامج، حيث تنحو كمية كبيرة من البضائع المنقولة عبر شبكة سكك الحديد بين الصين وأوروبا إلى أن تكون ذات قيمة عالية نسبيا.
وأشار إلى أن “الربط الأسرع بين الدول يؤدي إلى زيادة تواصل الثقافات مع بعضها البعض. وهذا يبشر بالخير من حيث السلام العالمي”.
ورأى تورك أن “الصين وضعت خطة نقل شاملة تربط العالم ببعضه البعض”. ويذكر راماي أن محللين يرون أن الخطة سيكون لها أيضا “تأثير إيجابي على التجارة العالمية”.
وقال إن الاستثمارات الصينية بموجب الخطة ستساعد في تحسين رضا الزبائن عمّا يتعلق بجودة المنتج، وفي نفس الوقت التقليل من التكاليف اللوجستية. وأضاف أن “السلع القابلة للتلف والسلع الزراعية مثل الفواكه والخضروات وحتى صناعة اللحوم ستستفيد أيضا من هذه البنية التحتية الفعالة للنقل”.
ولدى إشارته إلى أن البنية التحتية للنقل في باكستان تحسنت بشكل كبير من خلال تنفيذ الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، وهو مشروع يمثل إنجازا هاما في إطار مبادرة الحزام والطريق، وقال راماي إن “خطة النقل ستواصل تحسين الطرق البرية بين البلدين وتعزيز التجارة الثنائية”.
ويضيف “سيسهل نقل صادرات باكستان إلى منطقة شينجيانغ ومناطق أخرى في الصين وإلى دول مشاركة في مبادرة الحزام والطريق، فيما يمكن للصين أن تعتبر باكستان أيضا دولة عبور للتجارة مع الدول الأخرى. وسيكون هذا البرنامج وضعا يقوم على الفوز المشترك”.
وأعرب وو كه قانغ، مدير برنامج حلقة وصل بالصين التابع لغرف التجارة البريطانية، أن خطة النقل التي وضعتها الصين ستكون ذات مغزى للشركات البريطانية المهتمة بأسواق الصين وآسيا.
وشرح قانغ قائلا “أولا، توسيع شبكات النقل حتى تمتد إلى المجتمعات الريفية في الصين يعني أسواقا أكبر للمنتجات البريطانية. ثانيا، يمكن للمصدرين البريطانيين استخدام الصين كمركز توزيع لدول منطقة آسيا والمحيط الهادئ إذا تم توفير خدمات لوجستية أفضل”.
وفي ما يتعلق بأميركا اللاتينية، قال الاقتصادي والخبير الأرجنتيني جوستافو جيرادو إنه على الرغم من أن المنطقة ليس لها “رابط جغرافي طبيعي” مع الصين، إلا أن تطوير نظام الموانئ وسكك الحديد في هذه الدولة الآسيوية سيسهل التجارة بين الجانبين.
وذكر الخبير أنه “إذا حسّنت الصين من نظام الموانئ وخطوط سكك الحديد لديها، فسيحدث انخفاض في نهاية المطاف في التكاليف اللوجستية. وسيكون لهذا تأثير على تسويق وتوزيع سلعها، خاصة على الأسعار النهائية لكل من المنتجات المستوردة والمصدرة”.
وكالات الانباء _ العرب اللندنية