ِArticles : د. منى نور الدين تكتب : السيسى و دبلوماسية ا لمواقف لمصر فى القرن الافريقى

منطقة القرن الأفريقى تعد من أهم المناطق البحرية التى يوجد بها تواجد دولى وهى منطقة خصبة لقيام أنشطة سياسية واقتصادية وعسكرية وخاصة دولة جيبوتى وتسعى معظم الدول العظمى لأن تمتلك بعض القواعد العسكرية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران ودول أخرى وفى إطار مبادرة دولة الصين _ الطريق والحزام _ أصبح للصين أيضا حضورا عسكريا فى جيبوتى حيث يوجد بها ميناء دوراليه الرئيسى ولديها أيضا ميناء تاجورة وميناء داميرجوج وهو مخصص للماشية وميناء القوبة .

وتم إنشاء مشروع متعدد الأغراض فى عام ٢٠١٤ بتمويل بقرض من دولة الصين والمسؤول عنه مجموعة شنغهاي وتؤكد الصين رسالتها فى الخدمات اللوجستية فى إطار مبادرة الطريق والحزام .

ويعمل ميناء دوراليه على تعزيز حركة التجارة فى شرق أفريقيا وتسعى إثيوبيا على أن تمتلك حصة فى الميناء نظرا لربط الميناء بخط السكة الحديد إثيوبيا _ جيبوتى .

 حرمان الموقع الجغرافي لاثيوبيا !

ومن المعروف دوما أن اهمية مقومات الموقع الجغرافى للدول وحين النظر إلى إثيوبيا تلك البقعة السوداء نجد أنها كانت على موعد مع الحرمان من مقومات الموقع الجغرافى البحرى و التى أبت جغرافيتها وتاريخها الحديث من فرض سلطانها على البحر الأحمر إلا بطرقها غير الشرعية واحتلالها إريتريا  .

وإثيوبيا تعد دولة حبيسة تشترك فى حدودها مع بعض الدول الساحلية مثل السودان على البحر الأحمر والصومال المطلة بسواحل طويلة على خليج عدن والمحيط الهندى وكينيا على المحيط الهندى وجيبوتي تلك الدولة الصغيرة المطلة على مدخل البحر الأحمر ومضيق باب المندب و إريتريا المطلة على البحر الأحمر .

لذا كان تبحث دوما بعد استقلال إريتريا عن منفذ لها على ساحل البحر الأحمر  حيث يوجد ميناء ناجاد بجيبوتى وتعد دولة جيبوتى هى أقرب النوافذ البحرية  إلى العاصمة أديس أبابا لذا تم مد الخط الحديدى من أديس أبابا فى الغرب فى ٢٠١٥  Addis Ababa _ Djibouti وتم افتتاحه فى ٢٠١٦ وفى ٢٠١٧ تم إنشاء بعض المحطات على الخط من محطة اواشا إلى محطة جباية Stations on Awasha _ Hara gebaya Railway وفى ٢٠١٨ تم إنشاء المحطات بين اواشا و كمبولشا  Awasha _ Kombolcha .

ويبلغ طول الخط الحديدى ٢١٨٥ كم والجزء الذى يتميز بالمواصفات القياسية ١٤٠١ كم والجزء المتبقي ٧٨٤ كم .

وتوجد على طول هذا الخط مدن ومحطات أهمها Mekele ميكيلي و التى يوجد بها مطار ميكيلي وهى تعد أحد الأسواق الرئيسية والمدن الهامة فى إثيوبيا وكذلك مدينة Modjo والتى تتبع إقليم أوروميا تعد من أهم الموانئ الجافة لتربط بين العاصمة وباقى المدن والخط الحديدى إلى جيبوتى . وهى تعد من المدن التى كانت تمتد فيها الخطوط الحديدية القديمة قبل عام ١٩١٥ وكانت توجد بها محطة للتلغراف .

وتم إنشاء الخط بالتعاون ما بين Chinese National Railway و Ethiopian Railway Corporation .

لذا تعد جيبوتى من أهم الدول التى ترتبط بعلاقات جوار وتحقق مصالح إقتصادية ل إثيوبيا من خلال منفذها البحرى أكثر من الدول الأخرى و التى تتميز بطول مسافاتها البرية للوصول إلى الموانئ البحرية والذى يزيد الأمر تعقيدا لها .

وإذا كانت إثيوبيا ونيلها الأزرق ذلك المنبع الموسمى الذى يساهم بنحو ٨٥ % من حصتنا المائية من نهر النيل يمثل عنق الزجاجة ومن أراد أن يتحكم فى مصيرنا فليعبث بهذا العنق ليحرمنا من قدر ومصير أوجبه الله لمصر فضلا وهبة منه وليس لأحد علينا فضل سوى ما خلقه الله من أجلنا ذلك النهر العظيم .

وإذا كان لمصر عنق زجاجة فإن ل إثيوبيا عنق آخر يمكن العبث به وهو علاقات الجوار والمصالح الإقتصادية .

هل هناك ورقة ضغط أخرى ما زالت فى الحسبان ؟

ويعد امتداد النفوذ المصرى إلى تلك المناطق تعميق للأمن القومى المصرى وقد كان لغلق باب المندب أثناء حرب أكتوبر دورا كبيرا فى الحرب المصرية الإسرائيلية ونظرا لأنه يعد مدخل الحركة الرئيسية إلى قناة السويس وكذلك أهمية ناقلات النفط المتجهة من آسيا إلى أوروبا .

وتسعى كل من مصر وجيبوتى لزيادة العلاقات السياسية والاقتصادية وزيادة فرص التبادل التجارى وخاصة مع دول الكوميسا وتعد زيارة الرئيس السيسى لجيبوتى فى الوقت الذى بات فيه الدفاع المشترك ومبادرة حماة النيل المصرية السودانية تطرق النعال فى مناوراتها العسكرية إنما هو أمر مقلق للغاية بالنسبة لاثيوبيا التى أصبحت حدودها مهددة من قبل الجيشين المصرى و السودانى وأصبحت منافذها الإقتصادية مهددة أيضا وفى الوقت الذى يبرز فيه دور الدولة المصرية فى المنطقة وايقافها الحرب فى غزة ودورها فى تقديم المساعدات لدول المنطقة فى فلسطين وفى ليبيا وجيبوتى و اتفاقات عسكرية مع اوغندة وعلاقات اقتصادية وتجارية مع كينيا والسودان كل هذا فى الوقت الذى باتت فيه مواقف ابى أحمد تقابل بالرفض من قبل الإدارة الأمريكية وربما ستوقع على بلاده عقوبات بسبب حرب التيجراى و التى أصبحت أزمة إنسانية .

الاهمية الجيو استراتيجية للزيارة

وتعد زيارة السيسيى لجيبوتى تحمل معنى تهديد اقتصادي لاثيوبيا فضلا عن التهديد العسكرى المصرى السودانى ومبادرة حماة النيل .

 لذا فان الزيارة تعد ورقة ضغط ذات أهمية جيواستيراتيجية واقتصادية  وعسكرية هامة يوازى ذلك موقف دولى حاسم ومؤثر خوفا على مصالحه الإقتصادية فى المنطقة .