بدأت تركيا في 26 يوليو الماضي بإنشاء قناة اسطنبول، بصفتها ممرا احتياطيا لمضيق البوسفور.
وسيربط هذا الممر المائي الاصطناعي البحر الأسود ببحر مرمرة، ويخطط لتدشين قناة اسطنبول بحلول عام 2022.
ويصف الناشطون المحليون مشروع أردوغان هذا بأنه “مشروع جنوني”. وهناك شكاوى من الجانب الروسي حيث يعتبر النقاد أن من الضروري دق ناقوس الخطر ويدّعون أن البحر الأسود وبحر أزوف سيبدآن في الضحالة بعد إنجاز إنشاء قناة اسطنبول، كما هم يبحثون مشكلة تراجع شاطئ إقليم كراسنودار الروسي عن خط الساحل الحالي للبحر الأسود بعدة أمتار بسبب اختلاف في منسوبي البحر الأسود وبحر مرمرة
وعلّق د. كليم غريغورينكو، الباحث في المركز العلمي الجنوبي التابع لأكاديمية العلوم الروسية على تلك المشكلة في حديث أدلى به لصحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية. وقال:” هناك اختلاف طفيف في مستويات أجزاء من المحيط العالمي، وإنه مرتبط بالاختلافات في كثافة المياه وجريان الأنهار والمد والجزر والرياح والتشنجات. وهذا الاختلاف يتبيّن بوضوح بعد دراسة بيانات قياس منسوب المحيط العالمي الواردة من الأقمار الصناعية ، ولديه حوالي بضعة سنتيمترات، أي أنه غير مرئي بصريا على مستوى البحار، وأضاف أن شكل الكرة الأرضية معقد بشكل عام ويختلف عن الشكل الإهليلجي المبسط، وعلى سبيل المثال فإن مستوى شمال المحيط الهندي أقل بمقدار 180 مترا من غرب المحيط الهادئ، وهذا كله يتعلق بمستوى سطح البحر. ولا يرتبط بتيارات المحيط، بل يرتبط بموازنة الكتل المائية المتوزعة بشكل غير متساو نتيجة دوران الكوكب حول محوره في الفضاء.
وأشار العالم إلى أنه يتدفق البحر الأسود باستمرار إلى بحر مرمرة، كما يتدفق مرمرة إلى الأسود، ويتدفق بحر آزوف باستمرار إلى الأسود، كما يتدفق الأسود إلى آزوف، ويتدفق البحر الأبيض المتوسط باستمرار إلى المحيط الأطلسي، والمحيط الأطلسي يتدفق باستمرار إلى البحر الأبيض المتوسط. وهذان التياران لهما اتجاهان معاكسان، ولهما علاقة كذلك بحركة الماء الخفيف على سطح البحار والماء الثقيل في أعماق البحار. وهذه الحركات متوازنة.
ويعتبر قياس أحجام تدفق المياه العكسية مهمة ملحة ومثيرة للاهتمام على سبيل المثال، فإن انخفاض جريان نهر الدون إلى بحر آزوف قد أدى بالفعل إلى زيادة تدفق مياه البحر الأسود عبر مضيق كيرتش. بسبب ازدياد ملوحة بحر آزوف، الأمر الذي تسبب في زيادة كمية قناديل البحر في أزوف والأمر كذلك بين البحر الأسود وبحر مرمرة، لكن عمق مضيق البوسفور الطبيعي يزيد ضعفا عن عمق قناة اسطنبول المخطط لبنائها، أما عرضه فيزيد عنها عشرة أضعاف، لذلك فإن نظام تبادل المياه بين البحار لن يتغير بشكل ملحوظ.
في هذا الصدد، يمكننا القول، حسب العالم الروسي، أنه لن تؤثر أي تغييرات بعد إنشاء قناة اسطنبول على شاطئ إقليم كراسنودار، فلن يصبح بحر آزوف ضحلا، وبيئة المنطقة والبلد ككل لن تتغير.
يذكر أن قناة اسطنبول هي مشروع ممر مائي اصطناعي يربط بحر مرمرة بالبحر الأسود. سيبلغ طوله 45 كيلومترا وعرضه 145-150 مترا وعمقه أكثر من 20 مترا.
أما مضيق البوسفور فيبلغ طوله حوالي 30 كلم. وأقصى عرض للمضيق 3700 متر والحد الأدنى 700 متر. وعمقه يتراوح بين 33و80 مترا.
المصدر: كومسومولسكايا برافدا