مجدى صادق يكتب : الجواسيس أم المنجمون أم قبائل الزولو يحكمون العالم (3-3)
مجدى صادق
يحمل جندى يدعى “اسبريو ستينوس ماما” فى مسرحية “رومولوس العظيم” لدورينمات، رسالة لامبراطوره لإنقاذ امبراطوريته (روما )فيأتى رد رومولوس، امبراطور روما وهو عاشق لهواية تربية الدجاج، وكل دجاجة لها اسم امبراطور من أباطرة العالم! وهو يقول لهذا الجندى: “روما ماتت من وقت طويل، إنك تضحى بنفسك من أجل جثة، تحارب من أجل شبح، إن البلد الذى تعيش من أجله ليس أكثر من قبر!”.
هل أدرك دورنيمات أن العالم تحكمه حكومة خفية تعيد رسم خارطة العالم من جديد، وما معنى أن يكون لامبراطور روما هواية غريبة وهى تربية الدواجن بأسماء ملوك وأباطرة العالم وهو مؤشر له على ماذا يدور فى العالم، فإذا وضعت دجاجة بيضة أو أكثر فهذا مؤشر لهذا الامبراطور بالنصر، وإذا لم تضع فهو مؤشر لنهايته!
فقط وببرود أعصاب قال رومولوس امبراطور روما لجنده: “اذهب لتنام يا حضرة الضابط، إن عصرنا قد جعل بطولتك مجرد وهم!! فهل أصبح أيضا عصرنا هذا البطولة فيه مجرد وهم ونحن نتحرك فى فلك “اللهو الخفى”!!؟”.
نعم الحياة ليست نصرا وإنما هى مهادنة مع الموت، ربما أتذكر تلك المقولة لغسان كنفانى ونحن نستعيد شريطا طويلا من الأحداث المفجعة، وفى الآخر لم يصلوا إلى أى حقيقة وأسباب ما حدث وأين هو الجانى الحقيقى، ربما ياتون بأحدهم ليصوروا أنه الجانى.
ربما يكون ضحية وربما يكون إحدى أدوات تلك الحكومة الخفية السرية التى تدير هذا العالم، ففى ستينيات القرن الماضى جاء مقتل جون كيندى لغزا حتى الآن، ومحاولة اغتيال رونالد ريجان الذى فلت من الموت بأعجوبة واغتيال رئيس وزراء السويد (اولوف بالمه) فى 28 فبراير 1986، ومحاولة اغتيال البابا يوحنا بولس، بابا الفاتيكان الأسبق، ومقتل يورج هايدر، وهو زعيم حزب يمينى نمساوى، فى أكتوبر 2008، بينما جاء اغتيال وزيرة الخارجية السويدية انا ليندا، بعد حادث اعتداء بالعاصمة السويدية إستكهولم فى سبتمبر 2003، وهى من أبرز الشخصيات فى الحزب الاشتراكى الديمقراطى السويدى، ولا تستبعد أن اغتيال الرئيس السادات كان أحد مخططات هذه الحكومة والأسباب معروفة ومحاولة اغتيال الرئيس مبارك فى أديس أبابا، وأى محاولات أخرى تمت أو تتم مستقبلا، فكل هذه الجرائم والقتل والاغتيالات قيدت ضد “اللهو الخفى” الذى يحكم هذا العالم!
أذكر ردا لولى العهد السعودى محمد بن سلمان، وأنا شخصيا من أشد المعجبين به على الصحافى جيفرى جولد بيرج، حينما قال له بن سلمان: “نحن فى منطقة لا تحيط بها المكسيك وكندا أو المحيط الأطلسى والهادى، بل لدينا تنظيم “الدولة الإسلامية” و”القاعدة” و”حماس” و”حزب الله” والنظام الإيرانى وحتى قراصنة يخطفون السفن!
وكان السؤال المطروح من قبل هذا الصحافى أكثر خبثا حينما قال له: “دعنا نتحدث عن الشرق الأوسط بشكل أوسع، هل تعتقد أن الشعب اليهودى له الحق فى أن يكون لديه دولة “قومية” فى “جزء” من “موطن أجداده” على الأقل؟!
فعلينا أن نتنبه لصياغة السؤال وكيفية طرحه، “قومية” و”جزء” و”موطن أجداده”، فهذه الكلمات أحد مفردات استراتيجية الحكومة الخفية التى تحكم العالم، ومنها نستنتج أن قياداتها إما يهود صهاينة أو رموز من المسيحيين الصهاينة رغم ذكاء وفطنة الأمير محمد بن سلمان، ربما أزعج هذا كارهيه وحاولوا تأويل وتحريف إجابته حينا قال ردا على هذا الصحافى: أعتقد “عموما” أن كل شعب فى “أى مكان” له الحق فى العيش فى بلده المسالم، أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم هذا الحق!
فلنجتهد معا لقراءة ما يحدث حولنا لنعيد تفسير الأحداث بشكل أكثر عمقا، فمن المؤكد أن هناك حكومة خفية تدير هذا العالم، وهى حكومة غير معلنة ولها منظمات فى شكل فيدراليات لتدير مناطق العالم فتجد مثلا منظمة تدعى “العيون الخمس” أو “فايف ايز”، وأعضاؤها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، وهى منظمة تضم رجال استخبارات وسياسة واقتصاد واتصالات وإعلاميين، ولا مانع من المنجمين، وهى منظمة فريدة جمعت القوى الناطقة بالإنجليزية، ربما تكون أحد روافد تلك الحكومة، خاصة أن مجموعة زعماء العالم المعروفة بـ “بيلدربيرج جروب” كانت قد تأسست عام 1954.
وأذكر أنه كان لى صديق مصرى يعيش فى كندا يسمى نجيب عزب، كان وكيل وزارة بالثقافة بمصر، وهو من المفكرين السياسيين، أرسل لى قبيل ثورة الاتصالات التى نعيشها – فقد كان ذلك منذ عشرات السنوات – تفاصيل عن هذه الحكومة السرية التى تدير العالم وأسمائهم وتشكيلاتهم، وبالطبع ظننت أننى حصلت على “سبق صحافى” وأعددته للنشر، وإذ برئيس القسم “يلوك” هذا الموضوع ويمزقه ويلقى به أمامى وهو يقول: “إيه الخرافات دى!!”.
أتذكر هذا الموقف وقد رحم الله الجميع، وأن أتابع وأرصد الأحداث السياسية والمتغيرات الميكافيللية والاغتيالات وزرع التنظيمات الإرهابية أدواتهم فى إعادة تخطيط العالم ورسم خارطة جديدة للمناطق مثل الشرق الأوسط أو الشرق الأقصى أو منطقة الكاريبى، فحكومة زعماء العالم تعتبر أقوى أدوات السلطة التنفيذية، وهى تجمع يضم قادة استخبارات ومال وأعمال وسياسة وإعلام وأكاديميين ومنجمين، بل تعتبر مجموعة “بيلدر بيرج” هى العالم الحقيقى للحكومة السرية لهذه المنظمات الصهيونية، ويعتبر ديفيد روكفلر الرئيس والمؤسس لهذه المجموعة، وتضم قائمة البلدان الأعضاء كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وأيرلندا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا والنمسا وإيطاليا وإسبانيا، والدول الاسكندنافية السويد والنرويج والدانمارك وفيلندا وسويسرا وكندا والبرتغال، ودول أخرى يتم اختيارها بعناية.
وتعتبر القرارات التى تخص معظم القضايا العالمية التى تصدر عن تلك الحكومة قرارت للتنفيذ، لذا تستغرب مثلا الانقلاب بعد المعارك السياسية والإعلامية وعمليات التصعيد والتهديد بالحرب بين الولايات المتحدة وغريمتها كوريا الشمالية وبين الكورتين، حيث العداء المستتر بينهما، وفجأة وبلا مؤشرات أو مقدمات نجد الإعلان عن لقاء كورى شمالى جنوبى بين زعيميها ولقاء أمريكى كورى شمالية، وأخيرا رجل مثل أبو عباس، الحائز على شهادة الدكتوراه عن الهولوكوست، وظهر له كتاب عن ذلك وهو على قمة المجلس الوطنى الفلسطينى فى حرب مع اليهود الذين استولوا على الأراضى الفلسطينية، لكنه بعد هذا التاريخ الطويل يقدم اعتذاره لليهود حتى أن ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلى قال له: “إن اعتذاراتك مرفوضة”! حتى أن جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى السابق فى رئاسة أوباما، قال: “أقوال عباس خاطئة قبيحة وغير مقبولة كائنا من كان قائلها”! ويبدو أن جون كيرى هو الآخر قد حصل على عضوية هذه الحكومة الخفية، فقد رد على أبو مازن نيابة عن نتنياهو الذى لازم الصمت!!
فما الذى يحدث إذن؟! ومن الذى يعيد رسم هذه السياسات وتغيير الاتجاهات السياسية من العكس إلى العكس تماما!
وكانت قد تسربت بالفعل بعض قرارات هذه الحكومة فى اجتماعهم بكندا فى عام 2006 وكانت على أجندة اجتماعاتها السرية والبعيدة عن عيون الإعلام.
الوضع فى الشرق الأوسط الذى يعج ويموج بالأحداث والاضطرابات والنزاعات والصراعات والمنظمات الراديكالية المصنوعة داخل أروقة أجهزة الاستخبارات العالمية.
الحرب فى العراق وأفغانستان، وها هى اليوم العراق قد حققت طفرة فى الخراب الطائفى والنزاعات وافغانستان بين يوم وآخر تتجرع كؤوس الديمقراطية الغربية ممزوجة بدم التفجيرات والموت والدمار.
ولنعود إلى عام 1903، هذا العام ظهرت أول نسخة مختصرة من “بروتوكولات حكماء صهيون” على يد كاتب يهودى روسى يدعى سيرجى نيلوس فى روسيا القيصرية، حيث كانت شرطتها السرية المعروفة باسم “لوخرانا” تلاحق اليهود فى كل مكان قبيل هولوكوست هتلر على الرغم من أنه خرج الكثير من المفكرين المصريين والعرب ليؤكدوا أنه خرافة وكتاب لا أساس له من الصحة.
لكن علينا أن نقرأ بعضا من سطور ما نقول عنه إنه “كذب”، إن السياسة لا تتفق مع الأخلاق فى شيء والحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسى بارع، وهو لذلك غير راسخ عرشه ولابد لطالب الحكم الالتجاء إلى المكر والدهاء وهذه وغيرها من بنود هذه البروتوكولات لابد أن تكون خصال البلاد الأمية (غير اليهودية)، ولكن غير مضطرين إلى أن نقتدى بهم على الدوام.
والتعريف اليهودى لكل الأميين “الجوييز”، ليأتى بعدها ليتم تدشين أول محفل ماسونى فى العالم سنة 1922، وقد تأسست تلك المنظمة أو الجمعية بحيث تكون سرية تحت ادعاء حرية الفكر والرأى والعقيدة بعد العقدة التى ظلت تطارد يهود العالم من الكراهية وباطنها الثأر من أصحاب الديانات الأخرى، وجاء نص تأسيسها: “سوف نقوى حرية الضمير فى الأفراد بكل ما أوتينا من طاقة وسوف نعلنها حربا شعواء على العدو الحقيقى للبشرية الذى هو الدين”!!
وقد تطور هذا الفكر الماسونى وأصبح هناك تنظيمات راديكالية وغير راديكالية تمارس الماسونية بأقنعة دينية مختلفة وهدفهم واحد الأممية أو الخلافة أو غير ذلك، هذه التنظيمات زرعتها الماسونية العالمية لتكون أداة لتنفيذ مخططاتهم، فتاريخ الماسونية هو تاريخ اليهود فى الاعتقاد حتى أن شعارهم هو نفس شعار دولة إسرائيل، نجمة داود السداسية، فهم يعتبرون أنفسهم جميعا الأبناء الروحيين لبناء هيكل سليمان!
الطريف أنه ظهرت روايات وكتب عديدة بكل لغات العالم ترصد وترسم ملامح هذه الحكومة الخفية التى تحكم هذا العالم بعد أن فشلت فى إيجاد تفسيرات للأحداث التى تدور حولنا، لكن أغلب هؤلاء اجتمعوا واتفقوا على أن الصهيونية هى التى تحرك هذا اللهو الخفى انتقاما من العالم الذى يكرههم ويمقتهم، فالمؤلف شيريب سبيريدوفيتش أصدر كتابه المهم “حكومة العالم الخفية” ليرصد جوانب مهمة من النشاط اليهودى فى أوروبا، وهو يهتم بالروتشيليدون وتاريخ هذه الأسرة وما تم من اغتيالات قياصرة روسيا على أيديهم ويكشف عن عصابة المجرمين “الروتشيلد” لقيادة العالم إلى الدمار بالاغتيالات والقتل والتخريب!
والمؤلف شيريب ينطلق من قناعة كاملة بوجود منظمة يهودية لها صفة عالمية قدر أفرادها بما لا يتجاوز الثلاثمائة رجل يهودى صهيونى يرأسهم أحدهم ونظامهم ديكتاتورى دموى، ويعملون وفق خطة قديمة مرسومة للسيطرة على العالم، فهم عبارة عن حكومة خفية تحكم الشعوب بواسطة عملائها، وعملاؤها ربما يكونوا أفرادا أو جماعات أو منظمات أو تنظيمات أو جمعيات، ولا تتوانى عن أن تمارس القتل أو الاغتيال أو التحطيم والتحذير لكل مسئول يحاول الخروج عن طاعتها أو يقف حجر عثرة فى سبيل مخططاتها، ولها من النفوذ والقدرة ما يجعلها قادرة على إيصال أى “شخص” مهما كانتأ خلاقياته على الزعامة وقمة المسئولية وتحطيم أى قائد أو زعيم أو مسئول حينما تشاء.
هذه الرؤية الثاقبة التى رسمها شيريب سبيريدوفيتش للحكومة الخفية التى تحكم العالم عبر كتابه المهم ودورها فى صناعة الثورات والاحتجاجات والأزمات والحروب تم رصدها حتى عام 1928، لكن التاريخ يعيد نفسه بنفس الاستراتيجيات والبروتوكولات وفكر الماسونية العالمية، لكنها بشخوص أخرى، وهو ما أكده توم انجلهارت وأحدث مؤلفاته “حكومة الظل”.
فى حين أن اجتماعات تلك الحكومة أو مجموعة بيلدر بيرج عقدت اجتماعاتها السنوية شرق الولايات المتحدة، وكان محور مناقشاتها هذا العام “رئاسة ترامب وكيفية قيادة العالم؟!”، وقد تناولت الاجتماعات على مدار 4 أيام مستقبل الاتحاد الأوروبى والحلف الأطلسى والولايات المتحدة والصين وروسيا وانتشار الأسلحة النووية وإيران والعولمة والحرب ضد المعلومات، ومن أعضائه الجدد الذين دخلوا تلك المجموعة جون برينان، رئيس الاستخبارات الأمريكية السابق، واريك سميث، رئيس شركة “ألفا بايت”، وهى الشركة المظلة التى تضم كل أنشطة جوجل، ورغم أن الكل يعتقد أن ثورة الاتصالات جعل العالم مكشوفا أمام كل مرتادى ومستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى، إلا أن ديناميات نظرية المؤامرة لا تتوقف رغم أنها جزء من مؤامرة كبرى ضد الإنسان تقودها مجموعات لا يعرف من هى وإن ظهرت بعض التفاصيل مثلما نجتهد ونحلل إلا أن ما خفى كان أعظم!
يعود تسمية مجموعة بيلدربيرج إلى اسم الفندق، يحمل هذا الاسم فى مدينة اوستيرييك فى هولندا كان عقد فيه أو اجتماع وتأسيس لهذه الحكومة الخفية عام 1954، وقد أصبحت المجموعة على موعد سنوى مع اجتماع غير رسمى لضم أعضاء جدد بحضور أكبر رجالات الأعمال والسياسة والمليارديرت ورجال المال والبنوك والاستخبارات والإعلام والنفوذ فى العالم يشكل الأوروبيون الثلثين منهم والثلث الآخر من الولايات المتحدة، وقد حرص المنظمون على أن يكون المؤتمر سريا ويعقد بعيدا عن عيون الإعلام وتلصص كاميراتها!
وإذا طالعت قائمة الأسماء التى تضمها المجموعة، تفجع كثيرا من قوتها، فبينهم رؤساء جمهوريات سابقون مثل هاينز فيشر الأمانى، ورؤساء شركات الأسلحة والتكنولوجيا والطيران مثل توماس أندرسون، رئيس شركة “ايرباص”، أو جوى كاسير، رئيس شركة سيمنس، ووزراء دفاع سابقون مثل أورسولا فون ديرلاين، وزير الدفاع الألمانى، والجنرال ديفيد بترايوس، وزير الدفاع الأمريكى الأسبق إبان عاصفة الصحراء، وكذا الأمين العام لحلف الناتو نيس ستولتبرج، والجنرال جون ألن، منسق الحملة الدولية ضد داعش.
أريد أن أقول ان هناك حقيقة تفاصيل مرعبة كثيرة يضيق المكان فى ذكرها، لكن من خلال تلك القراءات تتضح الحقيقة المفجعة فى نظرى وكلمة السر وراء هذا “اللهو الخفى”، وهى الهولوكوست، تلك العقدة التى ظلت لصيقة فى الشعب اليهودى حتى اليوم وهو الكلمة التى تعذبهم وتجعلهم هناك حالة ثأر بين اليهود وبقية الديانات الأخرى، لذا تآمروا كعادتهم لإحكام السيطرة على العالم الذى تعاملوا معه كقطع الشطرنج بهذه الاستراتيجية يديرون العالم ممن يجيدون كيفية “موت الملك” بلعبة واحدة، وهكذا كانت نبوءة دورنيمات عمن يحكم العالم: إن من يتحكم فى سياسات العالم أمراء الجرمان وصينيون وقبائل الزولو!
وقد أصبحت مجموعة بيلدر بيرج هم قبائل الزولو الذى يحكمون العالم بعقدة الهولوكوست
تم نشر تلك الحلقة الاخيرة على موقع صدى البلد الاخبارى يوم الاحد 6 مايو 2018