ولان ” البوتينية ” قادمة الى روسيا فقد اصبحت علامة تجارية فهناك المعلبات البوتينية من الفودكا والقمصان التى تسمى ” خوربو شابوتينا “.
حتى سلسلة جبال ” تيان شان ” فى قيرغيزستان تسمى ” قمة بوتين ” وعندما اصطاد بوتين سمكة برفقة رئيس وزرائه ” ميد فيديف ” ووزير الدفاع ” سيرجى شويجو ” وهما يقضون يوم عطلة فى جنوب سيبيريا بجمهورية “نوفا ” ان اصطاد بوتين سمكة احدى هواياته من نوع ” كراكى ” تزن 21 كجم وهى اكبر سمكة كراكى تم اصطيادها حتى الان ولذا اطلقوا اسم ” بوتين ” على السمكة على غرار سمكة اوباما.
ولان العظماء العباقرة والزعماء فى العالم ولدوا فقراء مضطهدين فى طفولتهم بؤس ومعاناة لا تنتهى هكذا كان القيصر فقد عاش طفولة تعيسة بائسة فقد ظلت اجزاء قنبلة يدوية فى ساق والده طوال حياته حين ضرب بها على ايدى النازيين الألمان وعندما حاول ان يجرى عملية جراحية كان القرار ” قطع الساق ” فرفض الاب ذلك وفضل ان يعيش هكذا ، الطريف انه استغل وجوده داخل المستشفى ابان الحرب العالمية الثانية لتهريب حصته من الطعام لابنه الاكبر وكان طفلا صغيرا حيث تقوم الأم بإخفائه داخل سترتها وتخرجه سرا من المستشفى حتى اكتشفت ادارة المستشفى بسبب تعرض الاب لحالات اغماء متكررة بسبب عدم الاكل وعرفوا ان السبب هو تهريب الطعام لابنه فاخذوا الطفل الصغير شقيق بوتين الاكبر ووضعوه فى دارا للايتام حتى اصيب بمرض انهى حياته وتم دفنه فى مقبره اخفوا مكانها.
وحينما اصر الاطباء على أن ام بوتين ستموت قريبا لمرضها اصر زوجها ان ينتزع زوجته بعد ان هجم على الاطباء الذين منعوه من اصطحابها وقام بعلاجها وبقيا على قيد الحياة حتى نهاية التسعينيات من القرن الماضى , ورغم هذا لم تحقد امه على من حاول قتلهم وكانت تردد لطفلها الصغير بوتين :كيف لنا ان نكره اولئك الجنود فهم اناس بسطاء وكانوا يقتلون فى الحرب ما ذنبهم ؟! انهم مثلنا فقط اقتادوهم الى الجبهة ؟!
لذا حرص بوتين ان يصبح ” بطلا تراجيديا ” خارقا اقرب الى الشخصيات الاغريقية فى كتابات اسخيليوس ويوربيدس وسوفوكليس , فبدأ فى ممارسة الملاكمة فى سن صغير ثم احترف رياضة الجودو والكاراتية وكذلك السامبو وهى من فنون القتال الروسية حتى انه قام بانتاج مجموعة من اقراص لتعلم هذه الفنون بمشاركة ابطال اوليمبيين مثل ياسو هيرو ياماشيتا ،
ورث بوتين عن امه الكثير من النخوة والاقدام فقد كان له دور كبير فى اخماد حرائق غابات الريف الروسى من خلال الاسراع بقيادته احدى الطائرات الاطفاء بنفسه هذه الحرائق التى شردت الكثير وخلفت خسائر تقدر بــ 15 مليار دولار, وقد رسمه ” سيرجى كالينيك ” كبطل تراجيدى خارق يحارب قوى الظلام من الزومبى الذين يمثلون المعارضين له.
ولكن نقطة التحول فى حياة القيصر حين التحق كضابط استخبارات فى ال “كى جى بى ” حيث كان يتجسس لصالح وكالة الشرطة السرية الالمانية الشرقية التى كانت تسمى بالديمقراطية بين عامى 75-1991 وبعدها استقال ليبدأ عمليات الانقلاب ضد الرئيس الروسى جورباتشوف.
طفولة بوتين وتاريخه الانسانى الطويل جعله لايأمن لاى شخص فقصة يهوذا الاسخريوطى احد حواريين السيد المسيح الذى سلمه بعد العشاء الاخير لبيلاطس البنطى بثلاثين من الفضة ماثلة امام عينيه فاستبدل بهؤلاء الاصدقاء والمقربين منه بالكلاب.
والكلاب بالنسبة للقيصر تمثل افكارا وشخوصا سياسية فقد كانت كلبته ” كونى بولجراف ” وهى من نوع ” اللابرادور ” ذات اللون الاسود اسمها ” كونداليزا رايس ” على اسم وزيرة الخارجية الامريكية السابقة وهو الكلب الذى استخدمها بوتين لاخافة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل متعمدا عندما علم انها مصابة بفوبيا الكلاب وهو يتذكر والده الذى عاش بساق مملوءة بشذرات متناثرة من قنبلة المانية.
حتى ان ميركل قد انزعجت وتلعثمت وتبعثرت افكارها واصبحت فى موقف لايحسد عليه ليقول بوتين باللغة الروسية ” الكلبه ستأكل الاف الصحافيين “!وذلك خلال قمة بينهما فى 2007 بشأن امدادات الطاقة وقد تعثرت المفاوضات بسبب الكلبة ” كونى “.
حتى ان بوتين اصر ان يقدم لميركل هدية عبارة عن دمية كلب بالابيض والاسود ولم يفهم الكثيرون مغزى القيصر من هذه الهدية.
كانت هذه الكلبة ترافق القيصر فى مؤتمراته الصحافية تستمع بما يقدمه الصحافيون لها من طعام لتجنب ” نظراتها ” وفى احدى المرات ذهبت الى غرفة الضيافة حيث ” الريسيبشن ” وقضت على جميع الحلويات والاطعمة الموجودة التى كانت فى انتظار شخصيات بارزة عند ” البريك “.
كان بوتين يتباهى بكلبته ” كونى ” ويخوض فى مجادلات مع الرئيس الامريكى الاسبق جورج بوش وان “كلبته ” اشرس واقوى من كل كلاب ” بوش “.
ولانه عاشق للكلاب فاغلب هدايا الزعماء والرؤساء له عبارة عن كلاب من الانواع النادرة مثلما اهدته اليابان كلبا من فصيلة ” اكيتا ” خلال قمة مجموعة العشرين بمناسبة فوزه فى الانتخابات الرئاسية وهى القمة التى عقدت فى مدينة لوس كابوس بالمكسيك وهو الكلب ذات الفصيلة النادرة التى حصلت عليها المفكرة الامريكية المعجزة الصماء والبكماء هيلين كيلر فى 1939 , وقد اصبحت كلاب القيصر اشهر من نجوم السينما مثل الكلب ” هاتشيكو “القوقازى النادر اشرس انواع الكلاب واضخمها بسب الشعر الكثيف ولا ترضخ تلك النوعية من الكلاب الا لصاحب يضاهيه فى القوة والشراسة وقد اصبح فيلما سينمائيا يحمل اسم الكلب بطولة ريتشارد جرى اخراج لاسى هالستروم وهو نسخة من فيلم يابانى عن قصة حقيقية لوفاء كلب , فقد تحولت كلاب القيصر الى ما يشبه رفقاءه فى كل لقاءاته الرسمية وغير الرسمية ومؤتمراته الصحافية فهم اكثر اخلاصا ووفاء ممن حوله وتحولت تلك الكلاب الى جهاز استخبارات مواز لاجهزة الامن الروسية بكل امكانياتها التقنية والجاسوسية والبشرية حيث انقذه كلبه ثلاث مرات من الموت والاغتيال فيما فشلت فيه اجهزته الامنية بكل جبروتها.
كانت احدى هذه المحاولات من احد حراسه وهو شيشانى حيث هجم الكلب عليه وعضه وشل حركته تماما بينما كان يستعد لاطلاق النار على القيصر . وفى مرات اخرى اعطى كلبه اشارة بان هناك رائحة متفحرات فى حديقة المركز الصيفى والشتوى للرئيس بوتين حيث وجدت بالفعل قنبلة مربوطة بحبل غير منظور وكذا العديد من المرات من ضبط وشم اطعمة سامة بسم ” لانيت ” وكان طباخ بوتين هو الذى اعد هذا السم للتخلص من القيصر.
فكلاب بوتين ليس فقط اصدقاء بل هم جهاز استخباراته الحقيقيون فهم يشموا رائحة المتفجرات على مسافة 25 مترا ورائحة اى سم مهما كان نوعه حتى لو كان بلا رائحة ولا يتناول القهوة مع اكبر ضيوف رؤساء وزعماء العالم الا بقرار من كلبه الذى تجده يجلس هادئا بجوار الرئيس فى كل لقاءاته وهو ينقل حقيقة الضيف اذا كان صادقا او كاذبا باماءة من الكلب للقيصر وهناك ” لغة ” تفاهم واضحة بين الكلاب والقيصر لايفهمها من حوله !
ولكن الا يسبب هذا احراجا لاجهزة الاستخبارات الروسية والامنية ؟! واذا كان هذا عشق القيصر للكلاب فلماذا كان قراره بابادة الكلاب الضالة بشوارع موسكو !؟
وتبقى قصة الكلب ” هاتشيكو ” والذى كان يصطحب صاحبه ” سابورو ” استاذ الزراعة بجامعة طوكيو يوميا الى محطة القطار للذهاب الى عمله وينتظره هذا الكلب حتى يعود مرة اخرى بعد انتظار مايقرب من عشر ساعات وظل لسنوات هكذا الى ان اصيب ” سابورو ” بأزمة قلبية اثناء عمله وتوفى على اثرها ليظل هذا الكلب ينتظر صاحبه مثلما كان على مدى عشر سنوات اخرى امام محطة القطار وعاش الكلب حالة نفسية جعلته يموت على صاحبه فى ظل استغراب وحزن رواد محطة القطار وهم يرون هذا الكلب يداوم على الانتظار وهو رافضا اى طعام يقدم له , وفى 8 مارس 1935 مات الكلب الذى تم تحنيطه وتم وضع تمثال له فى مدخل محطة القطار تخليدا لوفاء هذا الكلب لصاحبه.
هكذا يدير القيصر العالم من خلال كلابه فهل كانت افضل لديه من غزو اوكرانيا وقتل الكثير من المدنيين الابرياء حتى تتحقق ” نبوءة ” البلغارية بابافانغا بان يكون ” سيد العالم وهل تناسى يوتين ” وفاء” كلابه تجاه شعب ودولة اوكرانيا ؟ ” .