شركات الكروز فى العالم تقدم تخفيضات لاعادة تنشيط السياحة البحرية فى مناطق آمنه
بعد حالة الحجر التي طالت بسبب تفشي كورونا والتأجيلات المتعددة من شركات الكروز فى العالم وتقديم عروض وتخفيضات مختلفة يأمل عشاق الرحلات البحرية أن يتحرروا من هذه القيود برحلة في عباب البحر، كما تأمل السفن العملاقة أن تعود إلى الإبحار والخروج من الموانئ التي رست فيها بعد أن أوشك أصحابها على الإفلاس.
نيويورك – يأمل عشاق الرحلات البحرية في العالم في أن يتاح لهم مجددا السفر على متن السفن بعدما حرمتهم جائحة كورونا التمتع بذلك عاما كاملا، مع أن الشركات التي تسيّر هذه الرحلات لا تزال تواجه تردد السلطات الأميركية في السماح لها بمعاودة نشاطها.
البحر ينفض مخلفات الوباء
ومع التلاقيح والتطعيمات الجارية في جميع أنحاء العالم، وانخفاض معدلات الإصابة بفايروس كورونا في بعض المناطق، تتدافع شركات الرحلات البحرية لإعداد سفنها للعودة التدريجية بدءا من أوروبا وآسيا. وفي الولايات المتحدة من المرجح أن ينتظر عشاق الرحلات البحرية على الأقل حتى الخريف.
وأبدى ستيف بوتشر، الذي عانى من إلغاء 12 تذكرة العام الفائت، تفاؤله هذه المرة، إذ اشترى تذكرة لرحلة بحرية تنطلق في يوليو المقبل من الجزء الهولندي من جزيرة ساينت مارتن الكاريبية.
ولن تكون هذه الرحلة متوقفة على قرار مركز السيطرة على الأمراض، وهو وكالة الصحة العامة الفيدرالية الرئيسية في الولايات المتحدة، الذي لم يسمح بعد لسفن الرحلات البحرية بنقل الركاب من الموانئ الأميركية. وقال بوتشر (68 عاما) “أريد استعادة حياتي”.
ويعول جيمس هولكومب (51 عاما) المقيم في أتلانتا، على رحلة من جامايكا بعدما انشغل العام الماضي بإلغاء حجوزاته أو تغيير مواعيدها.
ونظرا لعدم السماح للسفن بأخذ الركاب من الموانئ الأميركية، بدأت الرحلات البحرية تعود شيئا فشيئا إلى الإبحار حول الولايات المتحدة، غالبا بسعة منخفضة، وبشرط أن يكون الركاب ممن تلقوا اللقاح ضد فايروس كورونا.
وتسجّل الشركات المختصة كثافة في الطلب، فالحجوزات في الربع الأول من السنة الجارية لدى “كارنيفال”، عملاقة هذا القطاع، ارتفعت بنسبة 90 في المئة عما كانت عليه في الفصل الرابع من عام 2020.
وأظهر استطلاع أجراه موقع “كروز كريتيك” المتخصص، أن نحو نصف زواره يبحثون بنشاط عن رحلة بحرية ليحجزوا مكانا فيها.
ويأمل هواة السفر بحرا في أن تبادر السلطات الأميركية إلى تليين موقفها قريبا، في ضوء التقدم السريع لحملة التلقيح في الولايات المتحدة.
لكن وكالة الصحة العامة الفيدرالية الرئيسية في البلاد أبرزت في مطلع أبريل، أن ثمة حاجة إلى تعليمات أكثر صرامة لمواجهة ظهور سلالات متحوّرة من فايروس كورونا.
وشددت الوكالة على أنه “من الصعب الإبحار بطريقة آمنة ومسؤولة خلال جائحة عالمية”. وأشار مركز السيطرة على الأمراض أيضا إلى أن “جهود التطعيم ضد كورونا، ستكون أساسية في إتاحة معاودة الرحلات بطريقة آمنة”.
ورفع حاكم ولاية فلوريدا التي تعتمد إيراداتها على السياحة بشكل كبير دعوى قضائية ضد الحكومة الفيدرالية الأسبوع الفائت، للمطالبة بمعاودة الرحلات البحرية.
واعتبر الحاكم الجمهوري رون ديسانتيس، وهو من أشد المؤيدين للرئيس السابق دونالد ترامب ويعتبر مرشحا محتملا للانتخابات الرئاسية المقبلة، أن قرار حظر “جوازات السفر اللقاحية” الذي اتخذ أخيرا سيمنع منظمي الرحلات البحرية من جعل التطعيم شرطا إلزاميا.
وتشجع شركة “كارنيفال” من جهتها كل من يستطيعون تلقي اللقاح على أن يبادروا إلى ذلك، على ما قال مديرها العام أرنولد دونالد، بمناسبة نشر النتائج المالية للمجموعة في مطلع أبريل، لكنه لا يريد أن يفرض اللقاح على ركابه، إذ ليس في إمكان الجميع الحصول عليه بعد، وخصوصا الأطفال، وانطلاقا من احترامه “الحريات الفردية”.
وقال دونالد “نأمل ألا يفرض على سفن الرحلات البحرية شرط انعدام الخطر، فبصراحة لا ينطبق ذلك على أي مكان آخر في المجتمع”.
واتخذت شركة “نرويجن كروز لاينز” الأميركية الكبيرة للرحلات البحرية مسارا مختلفا من خلال الإشارة إلى أنها تريد جعل التطعيم إلزاميا على سفنها، ودفع مركز السيطرة على الأمراض إلى إعادة فتح الموانئ الأميركية لسفنها اعتبارا من 4 يوليو.
ووفقا لمسح “كروز كريتيك”، سيكون 86 في المئة من عشاق الرحلات البحرية مستعدين للمشاركة فيها إذا كان التطعيم إلزاميا.
وأيد بوتشر الذي يعيش في ولاية أوهايو وتلقى بالفعل لقاحا، فكرة مطالبة الركاب بالحصول على اللقاح وكذلك وضع كمامة على متن السفينة.
وقال بوتشر الذي خدم عقودا في الجيش، إنه “معتاد على إطاعة القواعد”. وأبدى اقتناعه بضرورة توخي الحذر في ضوء تردد منظمي الرحلات البحرية في تعليق الرحلات بسرعة في ربيع عام 2020، على الرغم من تسجيل عدد كبير من الإصابات على متن سفنهم.
لكنه رأى أن مركز السيطرة على الأمراض يمضي بعيدا جدا، مضيفا “بقيت في المنزل حرصا مني على احترام القواعد (…)، وأعتقد أن الوقت حان لكي تنتقل القواعد إلى المرحلة التالية”.
أما هولكومب، فليس متحمسا لتلقي اللقاح، لكنه قال “سأفعل ذلك إذا كان يتيح لي الصعود إلى متن السفينة” والاستمتاع بـ”الاسترخاء التام”.
وما لا يريده أحد هو تكرار ما حدث في الشتاء الماضي، فمع انتشار وباء كورونا، كان لا بد من إلغاء الرحلات البحرية العالمية في منتصف الطريق، حيث أُرسل الركاب إلى منازلهم في رحلات مرتبة على عجل أو تقطعت بهم السبل على متن السفن. ومع ذلك، فإن إحدى النتائج لما حدث هي أن المسافرين أدركوا أن “لا شيء مضمون”.