اسرائيل تبلغ الولايات المتحدة إنها استهدفت السفينة ردا على هجمات على سفن إسرائيلية؛ الهجوم يأتي وسط محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الاتفاق النووي
نفذتقوات اسرائيلية غارة على سفينة إيرانية في البحر الأحمر ردا على ضربات إيرانية سابقة لسفن إسرائيلية، وفقا لتقرير يوم الثلاثاء.
وقال مسؤول أمريكي لصحيفة “نيويورك تايمز” إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأن القوات الإسرائيلية هاجمت السفينة حوالي الساعة 7:30 صباحا بالتوقيت المحلي يوم الثلاثاء.
جاء التطور في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة وإيران محادثات غير مباشرة تهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في عام 2015. إسرائيل تعارض بشدة إحياء الاتفاق.
وقال المسؤول الأمريكي، الذي لم يذكر اسمه، إن إسرائيل وصفت الضربة بأنها انتقامية، وإن الضربة التي تعرضت لها السفينة كانت تحت خط المياه.
ولم تعلق إسرائيل رسميا على الحادث. نادرا ما تؤكد إسرائيل أو تنفي الضربات ضد أهداف مرتبطة بإيران، لكنها تعلن مسؤوليتها أحيانا عن الهجمات التي تشكل ردا مباشرا على عدوان من جانب إيران أو وكلائها في المنطقة.
وأفادت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية يوم الثلاثاء أن السفينة “سافيز”، التي ترفع العلم الإيراني، أصيبت بلغم بحري.
وزعمت تقارير إعلامية عربية أن السفينة هي عبارة عن سفينة لجمع المعلومات الاستخباراتية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.
وقالت تسنيم إن سافيز “تمركزت في البحر الأحمر خلال السنوات القليلة الماضية لدعم قوات الكوماندوز الإيرانية التي يتم إرسالها لمرافقة السفن التجارية”.
وأفادت تسنيم أن السفينة أصيبت بلغم بحري لاصق.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن السفينة كانت تتمركز في المنطقة لمحاربة القراصنة، مما يجعلها أول سفينة عسكرية يُعرف عنها تعرضها لهجوم في حرب الظل الإسرائيلية الإيرانية. سافيز مصنفة على أنها سفينة شحن.
وعرضت وسائل إعلام إيرانية ألسنة اللهب والدخان على متن السفينة، لكن مستوى الضرر لم يتضح ولم يُعرف ما إذا كان هناك أي ضحايا.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الحرس الثوري الإيراني ألقى باللائمة على إسرائيل في الهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال المسؤول الأمريكي إن الهجوم ربما تم توقيته للسماح لحاملة الطائرات الأمريكية، “دوايت أيزنهاور”، بالابتعاد عن المنطقة. وقال المسؤول إن الحاملة كانت على بعد حوالي 200 ميل وقت الهجوم.
وقال مسؤولون أمريكيون لم تذكر أسمائهم لوكالة “رويترز” إن الولايات المتحدة ليست مسؤولة عن الهجوم.
فيما افادت المتحدثة باسم البنتاغون لشؤون منطقتي الشرق الأوسط والخليج جيسيكا ماكنولتي لـ “سكاي نيوز عربية” إن وزارة الدفاع الأميركي رصدت تقارير مفادها أن سفينة حربية ايرانية من نوع “ساڤيز” تعرضت لاعتداء في منطقة البحر الأحمر.
وأكدت ماكنولتي أن لا علاقة للقوات الأميركية المتواجدة في المنطقة بهذا الحادث وأن لا معلومات إضافية يمكن البنتاغون الكشف عنها.
من ناحية ثانية علمت “سكاي نيوز عربية” أن السفينة الحربية الإيرانية هذه كانت مهمتها القيام بأنشطة استخباراتية في منطقة البحر الأحمر وغرب شواطئ اليمن.
وكانت قد نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية، الثلاثاء، عن مصادر لم تسمها عن أن سفينة إيرانية تتبع الحرس الثوري الإيراني تعرضت لحادث في البحر الأحمر، وذلك عبر لصق قنابل في هيكل السفينة.
وأشارت الوكالة إلى أن السفينة التي تعمل منذ سنوات في تلك المنطقة على ما سمته “مراقبة ودعم السفن الحربية الإيرانية الذين يتم إرسالها لمرافقة السفن التجارية”.
وقد اكدت القناة 12 الإسرائيلية أن شركة استخبارات تعتقد أن السفينة استُخدمت من قبل الحرس الثوري الإيراني لأغراض المراقبة والتجسس وكانت معروفة للمخابرات الغربية.
وقالت شركة الاستخبارات “إيمج سات” إن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت أن السفينة بالكاد تحركت خلال العامين الماضيين، مما يعزز الشكوك حول استخدامها لمراقبة الأنشطة البحرية في المنطقة.
وقال المعهد البحري الأمريكي في تقرير صدر في أكتوبر 2020 إن السفينة سافيز، على الرغم من كونها سفينة تجارية رسميا، “كانت على الأرجح قاعدة أمامية سرية تابعة للحرس الثوري الإسلامي”.
وقال التقرير إن السعودية وخبراء استخبارات آخرين اتهموا الحرس الثوري الإيراني بتشغيل سافيز.
تتمركز السفينة في نقطة اختناق استراتيجية في البحر الأحمر. وقال التقرير إنها يمكن أن توفر معلومات استخباراتية متواصلة في الوقت الحقيقي لإيران حول الحركة البحرية في المنطقة من موقعها الاستراتيجي، بما في ذلك السفن العسكرية.
وشوهد رجال يرتدون الزي الرسمي على متن السفينة، وعلى سطح السفينة توجد قوارب صغيرة يستخدمها الحرس الثوري الإيراني بشكل شائع ولا تتوافق مع الأغراض المدنية المزعومة للسفينة.
وقال تقرير المعهد البحري الأمريكي “الاستنتاج واضح. لا يوجد تفسير مدني شرعي لهذا العمل”.
في الأشهر الأخيرة، أظهرت التقارير أن الصراع الإسرائيلي الإيراني قد امتد إلى البحر، مما يمثل جبهة جديدة في الصراع الذي حدث سابقا من خلال الضربات الجوية وأنشطة التجسس المزعومة وعلى البر.
اعتبارا من عام 2019، هاجمت إسرائيل سفنا تجارية إيرانية نقلت النفط والأسلحة في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وفقا لتقارير إعلامية أمريكية.
واتهمت إسرائيل وإيران بعضهما البعض مؤخرا بمهاجمة عدد من السفن التجارية وإلحاق أضرار بها بالمتفجرات. وتعرضت السفن في كل حالة لأضرار طفيفة ولم تقع إصابات في الحوادث.
في 26 فبراير، أصاب انفجار سفينة الشحن الإسرائيلية “إم في هيليوس راي”، التي ترفع علم جزر الباهاما، في خليج عُمان. واتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إيران بمهاجمة السفينة. وسرعان ما نفت إيران الاتهام، لكن الخبراء يقولون إن الهجوم يحمل بصمات الهجمات السابقة المنسوبة إلى طهران.
يبدو أن العملية تم التخطيط لها بعناية، وعكست سلسلة من الهجمات على الناقلات في عام 2019 وحملة إيرانية ضد سفن الشحن قبل أربعة عقود.
وأفادت تقارير أن سفينة أخرى مملوكة لإسرائيل تعرضت لقصف صاروخي في خليج عُمان في أواخر مارس، ربما من قبل القوات الإيرانية.
في الشهر الماضي، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 سفينة متجهة إلى سوريا، معظمها تنقل النفط الإيراني، بألغام وأسلحة أخرى.
تدعم إيران، التي دعا قادتها مرارا وتكرارا إلى زوال إسرائيل، منظمة “حزب الله” اللبنانية، وكذلك الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وشن الجيش الإسرائيلي مئات الضربات الجوية في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية في عام 2011 ضد تحركات إيران لتأسيس وجود عسكري دائم لها في البلاد وجهود نقل أسلحة متطورة “تغير قواعد اللعبة” إلى التنظيمات المسلحة في المنطقة، لا سيما حزب الله.
ألقت إيران باللائمة على إسرائيل في سلسلة من الهجمات الأخيرة، بما في ذلك انفجار غامض الصيف الماضي دمر مصنعا متقدما لتجميع أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز النووية واغتيال محسن فخري زاده، العالم الإيراني البارز الذي أسس البرنامج النووي العسكري للجمهورية الإسلامية قبل عقدين من الزمن.
وتصاعدت حدة التوترات في الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، حيث انتهكت إيران بشكل متكرر شروط الاتفاق النووي الذي أبرمته في عام 2015 مع القوى العالمية قبل المحادثات مع إدارة بايدن.
وبدأت الولايات المتحدة وإيران محادثات غير مباشرة تهدف إلى إنقاذ الاتفاق يوم الثلاثاء في فيينا.
وتحدث وسطاء أمريكيون وإيران وأوروبيون عن إحراز تقدم في إحياء الاتفاق بعد اجتماع الثلاثاء، الذي شهد إجراء إدارة بايدن وإيران محادثات غير مباشرة لأول مرة.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه مستعد للتراجع عن قرار سلفه دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق التاريخي، التي تم التفاوض عليها لضمان عدم تطوير إيران برنامجا نوويا عسكريا، لكن البيت الأبيض أصر على عودة إيران أولا إلى الالتزام ببنود الاتفاق. طهران تطالب الولايات المتحدة برفع العقوبات أولا، مما يضع الجانبين في طريق مسدود.
وقال دبلوماسي مطلع على المناقشات إن المحادثات بين المندوبين من الأعضاء المتبقين في الاتفاق سيستمر الأربعاء.
منذ انسحاب ترامب من الاتفاق مع إيران في 2018، وإعادة فرض العقوبات على طهران، تواجه الأطراف المتبقية صعوبة في إنقاذ الاتفاق، حيث صعّدت إيران تدريجيا أنشطتها النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز حدود الاتفاق، ومنع المفتشين من الوصول إلى المواقع الحساسة.
تعارض إسرائيل بشدة العودة إلى الاتفاق النووي في شكله الأصلي، وقد أبلغت واشنطن بذلك. أعاد الجانبان مؤخرا تأسيس مجموعة ثنائية للتعاون في الجهود المبذولة لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية، واتفقا على تشكيل فريق مشترك لتبادل المعلومات الاستخباراتية حول البرنامج النووي الإيراني.
نقلا عن صحف اسرائيلية +وكالات الانباء