HomeNewsPorts News
Ports : ازمة داخل ميناء بورتسودان بسبب تكدس السفن ورفع رسوم الشحن 300% !
خطة سودانية تقوم على تطوير وتأهيل الموانئ البحرية الأربعة في البحر الأحمر والمينائين النهريين الرئيسيين في وادي حلفا وكوستي، من أجل إنعاش التجارة الخارجية والمحلية.
يعيش ميناء بورتسودان، المنفذ الرئيسي للصادرات والواردات السودانية، أزمة كبيرة بدأت منذ نحو ثلاث أشهر بسبب تعطل العديد من الرافعات وأجهزة الشحن والتفريغ الرئيسية، ما أدى إلى تكدس البواخر وانتظارها لفترات تصل إلى 20 يوما في المتوسط الامر الذي رفع تكلفة الشحن بأكثر من 300%، وانعكس سلبا على حركة الصادر والوارد وعلى أسعار السلع الاساسية في الاسواق المحلية وفي بعض البلدان المجاورة.
وعزا هاشم بن عوف وزير النقل والبنية التحتية السوداني الأزمة الحالية في ميناء بورتسودان لأربع اسباب وهي تغير أنمطة الشحن العالمية، وإهمال أعمال الصيانة الرئيسية، وقصور برامج التدريب وبناء القدرات، والخلل في التعامل مع الشركات العالمية.
وقال الوزير السوداني فى تصريحاته إن وزارته تعكف على حل الأزمة من خلال خطط إسعافية عاجلة، وأخرى طويلة الأمد تضمن استقرار وكفاءة الميناء على المدى الطويل، مشيرا إلى أن الخطط العاجلة تشمل إضافة 10 رافعات جديدة بدأ العمل فيها بالفعل ويتوقع الفراغ من تركيبها قريبا.
وأوضح ابن عوف أن معدات وأجهزة الشحن والمناولة في الموانئ السودانية عانت لفترة طويلة من عدم تنفيذ برامج صيانة دورية كان يجب القيام بها كل 5 سنوات لكنها لم تنفذ منذ 22 عاما.
واعتبر ابن عوف أن أحد أسباب الأزمة يتمثل في عدم مواكبة الموانئ السودانية للتغير الذي طرا خلال السنوات الماضية في أنماط الشحن على المستوى العالمي حيث باتت الموانئ العالمية وشركات الملاحة تركز على أنظمة الشحن عبر الحاويات، في حين أن معظم منشآت ميناء بورتسودان لا تزال تستخدم أنظمة الشحن السائب، وهو ما يجري العمل على تصحيحه.
وقطع الوزير السوداني بالبدء في تنفيذ خطوات تقضي على كافة المشكلات التي يعاني منها الميناء الرئيسي حيث تم بالفعل توطين صناعة نحو 26 قطعة غيار من 32 قطعة يتم استخدامها بشكل دوري في صيانة أجهزة ومعدات الميناء. كما أكد البدء في برامج تدريب مكثفة للعاملين لمواكبة انظمة المناولة الحديثة.
جانب من ميناء بورسودان
تأثير داخلي وخارجي
نظرا لاعتماد السودان على الواردات في تغطية أكثر من 60 في المئة من احتياجاته الرئيسية، إضافة إلى اعتماد عدد من بلدان المنطقة، بدأ تأثير المشكلات التي يعيشها الميناء يظهر بقوة في الأسواق المحلية والمجاورة حيث يعزي الكثير من التجار ارتفاع أسعار السلع المستوردة وندرة بعضها للصعوبات المتعلقة بتفريغ وتخليص البضائع في الميناء.
جاهزية البنية التحتية السودانى
وكان قد كشف وزير النقل والبنية التحتية السوداني من قبل عن استعدادات مكثفة تجريها وزارته لاستكمال جاهزية بنية النقل البحري والجوي والبري والنهري للتوسعات الاقتصادية والتجارية في إطار خطة حكومية تتماشى مع المرحلة الجديدة بالسودان والتي يتوقع لها أن تشهد مزيدا من الانفتاح التجاري والاستثماري بعد رفع العقوبات التي استمرت 27 عاما بسبب قائمة الإرهاب.
خطة لتأهيل الموانئ
وقال هاشم بن عوف فى تصريحات صحافية “إن الخطة تقوم على تطوير وتأهيل الموانئ البحرية الأربعة في البحر الأحمر والمينائين النهريين الرئيسيين في وادي حلفا وكوستي، من أجل إنعاش التجارة الخارجية والمحلية.
وأوضح الوزير السوداني أن ميناء بورتسودان سيكون هو الميناء القومي السيادي الذي لا يسمح بمشاركتة مع أي جهة خارجية، في حين سيتم فتح ميناء سواكن أمام إمكانية إقامة شراكات استثمارية خارجية محدودة في الجوانب المتعلقة بالتشغيل والمناولة.
أما بالنسبة لميناء حيدوب المخصص لتصدير الثروة الحيوانية فسيفتتح بعد نحو 6 أسابيع بعد تزويده بكافة المكونات والعناصر الرئيسية التي تضمن جودة وسلامة الصادر التي تشمل منشآت التطعيم والمحاجر والبنيات التحتية الأخرى التي تزيل العوائق التي كانت تتسبب في مشكلة إرجاع صادرات الماشية السودانية في السابق، بما في ذلك وقف البواخر الغير مستوفية للمعايير.
وأشار ابن عوف كذلك إلى استمرار عمليات تطوير وتوسيع ميناء الخير المخصص لنقل المواد البترولية وزيادة طاقته الاستيعابية وقدراته اللوجستية لمواجهة التوسعات الاقتصادية المحتملة.
أالنقل النهري
وبشأن النقل النهري، أوضح ابن عوف أنه سيتم تطوير منشآت مينائي حلفا الرابط مع مصر وكوستي الرابط مع دولة جنوب السودان، مشيرا إلى أن الخطط الجديدة تضع في الحسبان زيادة التبادلات التجارية مع كل من مصر وجنوب السودان مما يؤدي إلى إنعاش حركة الصادر والوارد وفتح المزيد من فرص العمل للشباب السودانيين.
وحدد الوزير السوداني خطة من محورين لتطوير النقل البري وزيادة طاقته الاستيعابية، يتمثل المحور الأول في إعادة تأهيل شبكة الطرق الرئيسية التي قال إن الكثير منها يعاني من عيوب في التصميم والتنفيذ ويفتقد إلى معايير الجودة والسلامة.
أما المحور الثاني فيتعلق بشبكة السكك الحديدية التي تعتبر الأكبر في أفريقيا لكنها تحتاج إلى إعادة تأهيل بعد الدمار الكبير الذي لحق بها والذي طال بعض الخطوط، إضافة إلى الحاجة العاجلة لتأهيل وصيانة عدد كبير من القاطرات التي توقفت بسبب نقص قطع الغيار.
وأشار المسؤول السوداني إلى دراسات ومفاوضات تجري حاليا مع كل من أثيوبيا على الحدود الشرقية للسودان ودولة تشاد غربا من أجل تنفيذ مشروع ربط حديدي مع البلدين، مما يمكنهما من الاستيراد والتصدير عبر الموانئ السودانية بميزات تفضيلية محددة.
وأكد ابن عوف أن الربط الحديدي مع دولتي أثيوبيا وتشاد سيفتح كذلك أسواق شرق وغرب أفريقيا أمام المنتجات والصادرات السودانية بطرق أقل تكلفة وسيمكن من التحكم في حركة التجارة والحد من عمليات التهريب التي تسبب خسائر كبيرة للاقتصاد السوداني.
وفي مجال النقل الجوي، شدد ابن عوف على أن لدى وزارته خطط ودراسات واضحة لتطوير الناقل الوطن –سودان إير ويز- وأنها تلقت عروضا عديدة مت لاعبين كبار في مجال النقل الجوي، مشيرا إلى جهود تجري حاليا مع عملاقي صناعة الطيران “بوينغ” و “إيرباص” من أجل بحث كيفية دعم الناقل الوطني وتمكينه من لعب دوره السابق كأحد أهم رابط بين أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا وآسيا والأميركتين.
نقلا عن Sky news + وكالات الانباء