السيسى : لم تخرج مركب هجرة غير شرعية من مصر
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن ملف الهجرة غير الشرعية كعنوان يعكس شكل من أشكال حقوق الإنسان المفقودة في منطقتنا وليس فقط منظور التعبير عن الرأى والممارسة السياسية، مشيرا إلى أن هناك أيضا حقوق كثيرة جدا لم تتوفر في المنطقة.
وتابع الرئيس السيسي خلال كلمته في مؤتمر “فيشجراد مع مصر”: لم تخرج مركب هجرة غير شرعية من مصر ولكن كل الهجرة من الدول الإفريقية والتي تعاني مشاكل وصلت في مصر 6 ملايين مواطن من دول أفريقية ودول حدثت فيها عدم استقرار ونسميهم في مصر ضيوف وليسوا لاجئين”.
تساءل الرئيس السيسي: هل الدول الأوربية مستعدة في تحسين أوضاع البلاد السياسية والاقتصادية والثقافية للوصول إلى مقاربة مختلفة لفهم حقوق الإنسان؟ مضيفا: “دايما موضوع جدلي بين مصر وأصدقائنا الأوروبيين.. أنا مش رافض أتكلم في هذا الموضوع، ولكنى سأتحدث أولا عن توفير حياة كريمة لـ 100 مليون مصري، وتوأمة لجامعتكم المتقدمة مع الجامعات المصرية وتوطين الصناعة في بلادنا لتوفير فرص عمل لأكثر من 65 % من شعبنا.. محتاجين شكل أعمق في النقاش والحوار بيننا فيما يخص هذا الأمر”.
,وكان قد أكد أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشؤون التنمية الاقتصادية والتخطيط، أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة دول تجمع “فيشجراد” الذي يضم أربع دول وهي المجر وسلوفاكيا والتشيك وبولندا، للمرة الثانية يؤكد قوة دور مصر المحوري وتأثيرها الإقليمي والعالمي بعد نجاحها في الكثير من الملفات الاقتصادية والسياسية والأمنية مثل مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب وتحقيق نمو وتقدم ونجاح اقتصادي بشهادة المؤسسات الدولية .
أوضح غراب، أن مصر تعد الدولة الوحيدة بالدول العربية والشرق الأوسط التي دعيت لهذه القمة للمرة الثانية حيث كانت الأولى عام 2017، والثالثة على المستوى العالمي فقد دعيت اليابان وألمانيا حضور هذه القمة من قبل، متوقعا تحصيل مصر مكاسب اقتصادية جراء مشاركتها بهذه القمة أولها زيادة في حجم التبادل التجاري بين مصر وهذه الدول الأربع التي تتمتع باقتصاد قوي، إضافة إلى تمتع مصر بمشروعات قومية كبرى كالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وغيرها وما توفره من فرص استثمارية ضخمة للمستثمرين الأجانب، إضافة إلى مناخ مصر الجاذب للمستثمرين الأجانب .
وأشار غراب، إلى أن دول هذا التجمع له تأثيره القوي بالاتحاد الأوروبي وأعضاء في حلف شمال الأطلنطي وتمثل مركز ثقل في وسط وشمال أوروبا، وتتمتع بدخول اقتصادية كبيرة ويمكن استغلال ذلك في جذب المستثمرين والشركات الكبيرة بهذه الدول الأربع للإستثمار في مصر، إضافة إلى أن مصر تعد مقصدا سياحيا قويا وترفيهيا هاما لما تتمتع من من أثار وشواطئ بحرية يقصدها سائحو هذه البلاد فيمكن الترويج أكثر للمقاصد السياحية المصرية والسياحة العلاجية بدول تجمع الفيشجراد لزيادة عدد السائحين من هذه الدول وعلى مستوى أوروبا .
تابع غراب، أن يمكن زيادة التعاون الاقتصادي مع دول تجمع الفيشجراد الأربع بالتوسع في فتح أسواق جديدة لتصدير منتجاتنا، خاصة أن مصر تصدر للمجر الأسمدة والمنتجات الكيماوية والحاصلات الزراعية وغيرها من المنتجات حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والمجر إلى 201.1 مليون دولار خلال النصف الأول من العام الجاري ووصلت صادرات مصر للمجر 37.8 مليون دولار في النصف الأول للعام الجاري و 48.3 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، وواردات مصر من المجر 163.2 مليون دولار خلال النصف الأول للعام الجاري .
ولفت غراب، أن هناك تعاون قوي بين مصر وبولندا حيث وقعت مصر في الآونة الأخيرة اتفاقية مع بولندا لإنشاء منطقة صناعية بولندية في العين السخنة بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس تستهدف صناعات غذائية وصناعات إلكترونية وقطع غيار السيارات، إضافة إلى وجود 100 شركة بولندية تعمل بالسوق المصرية، إضافة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد بلغ 680 مليون دولار في عام 2019 ، إضافة إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر والتشيك يقدر بأكثر من 530 مليون دولار وعدد الشركات العاملة بالسوق المصرية يتجاوز 48 شركة .
يذكر ان مجموعة فيشجراد أو فى 4 تأسست في 15 فبراير 1991 بين أربع دول من أوروبا الوسطى، وهي بولندا والمجر والتشيك وسلوفاكيا، حيث تتغير البلاد التي تتولى رئاسة المجموعة في يوليو من كل عام.
وأطلق اسم التجمع على اسم مدينة فيشجراد الواقعة فى شمال العاصمة المجرية بودابست، على الضفة اليمنى من نهر الدانوب، تلك التي اجتمع فيها زعماء التحالف للمرة الأولى.
وجميع الدول الأربع في مجموعة «فيشجراد» هي بلدان مرتفعة الدخل، أكثر البلدان نموا في المجموعة هي الجمهورية التشيكية، كما تعد المجموعة إحدى القوى المؤثرة داخل الاتحاد الأوروبي بعد مجموعة العشرين، والدول الأربع في قمة فيشجراد هي بلدان مؤيدة للطاقة النووية، وتسعى إلى توسيع أو العثور على صناعة للطاقة النووية.
وتعتبر مجموعة فيشجراد تحالف ثقافي اجتماعي سياسي يجمع الدول الأربعة الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وتعد مصر من أول الدول المشاركة في قمة المجموعة من خارجها بعد ألمانيا واليابان.
وتهدف المجموعة إلى تعزيز التعاون في المجال العسكري،الثقافي، الاقتصادي والطاقة فيما بينهم بالإضافة لتعزيز تكاملهم الأوروبي.
ومن الجدير بالذكر أن مشاركة مصر في قمة مجموعة «فيشجراد» تأتي للمرة الثانية عقب عام 2017، حيث تعكس حرص الجانبين على تطوير العلاقات بينهما، والتباحث بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.